• img

الجيش السوري يتحول من مرحلة الدفاع الى الهجوم وسط غطاء جوي روسي

مارس 28, 2016
الجيش السوري يتحول من مرحلة الدفاع الى الهجوم وسط غطاء جوي روسي

انتقلت قوات الجيش السوري من حالة الدفاع الى مرحلة الهجوم بعد مرور 100 يوم على التدخل الروسي في سوريا .

وقال ضابط في الجيش السوري بحديث صحافي تابعه / الموقع الرسمي لكتائب سيد الشهداء/ اليوم  “قبل التدخل الروسي في سوريا كنا فعلياً في حالة دفاع ، صحيح أننا نفذنا عمليات تقدم عديدة، إلا أن معظم قواتنا كانت في حالة دفاع”.

وتابع “بعد ذلك تغيرت الأوضاع، أمّن سلاح الجو الروسي غطاء فعالاً للعمليات البرية، فانتقلنا إلى إستراتيجية الهجوم، وهو ما جرى في ريف حلب الشرقي والجنوبي، وريف حماه الشرقي، وحتى في ريف حمص، وصولا إلى المنطقة الجنوبية وريف اللاذقية”.

واضاف الضابط “أصبح الاعتماد على عنصر المشاة كبيراً، خصوصاً مع توفير غطاء ناري فعال لتقدمه، لذلك تغيرت تجهيزات الفرد في الجيش السوري، وتم تزويد قوات المشاة بأسلحة فردية خفيفة تساعد في عمليات الالتحام المباشر، وحرب العصابات، وهو ما حصد نتائج كبيرة على الأرض”.

ومنذ بدء التدخل الروسي في سوريا، الذي أعلن عنه في 30 أيلول الماضي، أنشأت موسكو قاعدة جوية في مطار حميميم قرب مدينة جبلة في اللاذقية الساحلية، وقامت بتدعيم الأسطول الروسي، ووجهت قاذفات إستراتيجية نحو المعارك في سوريا، في حين أعلن الجيش السوري عن تأسيس “الفيلق الرابع اقتحام”، الذي أوكلت إليه مهمات التقدم البري تحت الغطاء الناري الكثيف.

وظهرات اثار التدخل الروسي بسرعة كبيرة، فبعد أقل من أسبوعين على بدء الغارات الروسية، فتحت قوات الجيش السوري أكثر من 10 جبهات في وقت واحد، في سابقة منذ بدء الحرب السورية قبل خمس سنوات، لتبدأ بعدها ملامح خطة الجيش السوري ونظرته للمعارك على الأرض، والتي تمثلت بفتح طرق التواصل الرئيسية بين المدن السورية، فانطلقت معارك عنيفة في ريف حمص الشمالي الذي دخله الجيش السوري في سابقة أيضاً، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، وأخرى في مناطق ريف درعا الذي تعرض لنكسة في حزيران من العام الماضي، بالتزامن مع تحقيق اختراق في ريف دمشق، حيث اخترقت قوات الجيش السوري الغوطة الدمشقية، في أول خرق من نوعه، واستعادت مطار مرج السلطان وقرى محيطة عدة.

مصدر عسكري سوري يرى، خلال الحديث عن التطورات الميدانية في سوريا بعد التدخل الروسي، أن آثار هذا التدخل “بدت واضحة على متغيرات خريطة السيطرة: الاختراقات من جهة، وتحصين مناطق تمركز قوات الجيش السوري من جهة أخرى”، مبينا إن “طبيعة المعارك في سوريا معقدة، الروس يعرفون ذلك، لذلك يجري العمل بصبر وتأن”.

وبين ان “التغيرات الجلية والخروقات في خريطة السيطرة بدت خلال ثلاثة أشهر فقط، وهذا أمر مبشر جداً، خصوصاً أن الفصائل التي تقاتل هنا تتلقى دعماً من دول إقليمية عدة، تقوم بمدها باستمرار بأسلحة ثقيلة ونوعية”.

وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن المقاتلات الروسية الموجودة في سوريا نفذت منذ بداية العام الحالي 311 طلعة قتالية في 10 محافظات، دمرت خلالها نحو 1100 موقع للإرهابيين، في حين كانت أعلنت في وقت سابق أن عدد الطلعات الجوية في سوريا منذ بدء العمليات وحتى 25 كانون الأول الماضي بلغت 5400 طلعة، الأمر الذي يعني أن عدد الطلعات الجوية خلال فترة مئة يوم بلغت نحو 6 آلاف طلعة جوية.

وقال رئيس الإدارة العامة للعمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي، في مؤتمر صحافي عقده أمس، إنه “في كانون الأول الماضي تم تحرير 134 بلدة وقرية سورية من أيدي الإرهابيين، كما تم تحرير 19 بلدة أخرى منذ بداية السنة الجديدة”.

 وأضاف  ان “أبرز النجاحات في المعارك ضد الإرهابيين تم تحقيقها في محافظات حلب واللاذقية وحماه وحمص والرقة”.

 

وأوضح رودسكوي أن الضربات الروسية استهدفت مواقع من البنية التحتية النفطية التي يسيطر عليها الإرهابيون، ومواقع لاستخراج النفط وتكريره، ونقاط تمركز عصابات إرهابية وآليات حربية تابعة لها، مشيراً إلى أن الغارات الروسية تنفذ من أجل إضعاف قدرات العصابات الإرهابية أو لتقديم الدعم المباشر للجيش السوري وللتشكيلات الأخرى التي تحارب تنظيم “داعش”.   

شارك المقال