• img

المقاومـــة انتصـــرت.. فمـــاذا بعـــد..؟

أبريل 12, 2014
المقاومـــة انتصـــرت.. فمـــاذا بعـــد..؟

التقارير الاستخباراتية الغربية تشير إلى إنهيار كبير وسريع بدأ يعصف بالجماعات التكفيرية والمجموعات المسلحة الأخرى على امتداد الجغرافيا السورية. لم يكن توقيت حديث سماحة السيد إلى جريدة السفير إعتباطيا، بل كان مقصودا بذكاء، لبعث مجموعة من الرسائل لمن يهمهم الأمر تحت عنوان عريض يبشر بانتصار محور المقاومة على الإرهاب وعلى المؤامرة الدولية لإسقاط سورية.

 

بقلم : أحمد الشرقاوي

 

عديدة هي التحليلات السياسية التي تتناول الوضع في المنطقة من منظور جزئي يغرق صاحبه في متاهات التفاصيل، فيخرجه عن إطار المشهد العام الذي يرتسم في الأفق وراء سحاب كثيف من الصمت والغموض.

 

سقـــوط المؤامـــرة فـي سوريـــة

وعلى ما يبدو، ففي الوقت الذي كانت فيه أدوات المؤامرة تنشط في تسعير القتال في سورية في محاولة يائسة وبئيسة لتغيير موازين القوى على الأرض قبل الذهاب لمؤتمر تسوية جديد كما كانت قد أعلنت السعودية على لسان ولي العهد في مؤتمر الكويت، إنقلبت الصورة، وتبين أن الإرهاب إنهزم ولم يعد بمقدوره تغيير المعادلات في الميدان، لا لحساب قطر وتركيا في الشمال، ولا لحساب السعودية وإسرائيل في الجنوب والشرق، خصوصا بعد أن سقط شريط القلمون وأصبحت الحدود السورية – اللبنانية آمنة.

 

التقارير الاستخباراتية الغربية تشير إلى إنهيار كبير وسريع بدأ يعصف بالجماعات التكفيرية والمجموعات المسلحة الأخرى على امتداد الجغرافيا السورية. لم يكن توقيت حديث سماحة السيد إلى جريدة السفير إعتباطيا، بل كان مقصودا بذكاء، لبعث مجموعة من الرسائل لمن يهمهم الأمر تحت عنوان عريض يبشر بانتصار محور المقاومة على الإرهاب وعلى المؤامرة الدولية لإسقاط سورية.

 

هذا يعني أن الإنتخابات الرئاسية السورية ستجري في موعدها وستسجل إنتصارا سياسيا كبيرا للرئيس السوري لا يقل عن ٧٠% من الأصوات المؤيدة، خصوصا بعد الإنتصار العسكري الكبير الذي حققه على الإرهاب، وبالتالي، لا يبدو أن هناك قوى قادرة على إيقاف طموح “بشار الأسد” و وقف زحف الجيش العربي السوري وحلفائه الأوفياء.. لأن الرهان أصبح وجوديا، إما الإنتصار أو إنهيار آخر معاقل الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية من لبنان إلى إيران.

 

لغــــــز إنقــــــلاب الصــــــورة

وطبيعي أن تقلق الدول الإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ضد سورية، خوفا من إرتداداته. وإذا كان الغرب يخشى من عودة الإرهابيين إلى أوروبا، فإن السعودية وقطر وتركيا والأردن، يخافون من إرتداد الإرهاب ومن إنتقام ‘الأسد’ معا، لذلك رفعت السعودية منذ البداية شعار “إسقاط الأسد”، إعتقادا

 

الإنتخابات الرئاسية السورية ستجري في موعدها وستسجل إنتصارا سياسيا كبيرا للرئيس السوري لا يقل عن ٧٠% من الأصوات المؤيدة، خصوصا بعد الإنتصار العسكري الكبير الذي حققه على الإرهاب، وبالتالي، لا يبدو أن هناك قوى قادرة على إيقاف طموح “بشار الأسد” و وقف زحف الجيش العربي السوري وحلفائه الأوفياء.. لأن الرهان أصبح وجوديا، إما الإنتصار أو إنهيار آخر معاقل الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية من لبنان إلى إيران.

 

منها أن وضع يدها على سورية سيضعف حزب الله ويمنع إيران من التمدد في المنطقة العربية.

 

وها هو الأردن في الجنوب، بدأ يتمرد على السعودية ويغير من توجهه بعد أن أدرك أن الحرب على سورية حرب خاسرة، خصوصا بعد أن سقط رهان أردوغان في شن عدوان عسكري على سورية بذرائع مفتعلة واهية، وفشل جيش الإرهابيين الذي تسلل إلى “كسب” وبعض قرى اللاذقية في تحقيق إختراق نوعي يغير من موازين القوى في الشمال.

 

والخطورة أو منبع الرعب لدى أطراف المعارضة، يكمن في المعلومات التي تتحدث عن نجاح الرئيس الأسد وحلفائه في تحويل الإرهاب من تهديد إلى فرصة لعكس المعادلة وإعادة تصدير الإرهاب إلى صانعيه وداعميه، من البلدان العربية والأوروبية التي إنخرطت في مؤامرة إسقاط سورية وتقسيمها. وهذا بالضبط هو ما حذر منه الرئيس الأسد في حديثه لقناة الإخبارية السورية قبل أشهر.

 

اليوم تطالعنا تقارير المخابرات العربية والغربية تحذر من أن خطر الإرهاب أصبح داهما على الجميع، وأنه إذا لم يحارب اليوم فسيتحول إلى كارثة غدا. هذا ما كانت تحذر منه روسيا أيضا.

 

لكن ما سر هذا الرعب من الإرهاب، والجميع يعلم أن التكفيريين يستهدفون حصريا محور المقاومة من لبنان إلى إيران مرورا بسورية والعراق، ولم يسجل أنهم إستهدفوا إسرائيل مثلا، أو أي بلد من طوق المؤامرة كالأردن أو السعودية أو قطر أو تركيا.

 

اللغز يكمن في نصيحة ذهبية سبق لسماحة سيد المقاومة أن قدمها هدية على طبق من ذهب لـ”القاعدة” مع بدايات الأحداث، حذرها فيها من مغبة التورط في الفخ السوري، لأن هدف أمريكا وحلفائها هو تجميع التكفيريين من كل أصقاع الأرض لقتلهم في سوريا ولتنظيف العالم من وجودهم والتخلص من خطرهم.

 

وعلى أساس هذه القاعدة التي كانت مجرد “نظرية” في البداية، بنى حزب الله إستراتيجيته للتدخل في سورية، والتي كانت تقوم في جزء كبير منها على العمل الإستخباراتي، وإختراق مجاميع المسلحين، لينجح بمعية الجيش العربي السوري في عقد العديد من المصالحات خصوصا في الغوطة الشرقية وحلب من بين مناطق أخرى، سلّم على إثرها “المقاتلون” أسلحتهم وسُوّيت وضعية السوريين فيما سمح للأجانب بالمغادرة إلى بلدانهم. ويتوقع أن تحدث مستجدات كبيرة في هذا الصدد، حيث أعلنت “جبهة النصرة” عن عزمها تسليم أسلحتها والإنسحاب من المواقع التي تحتلها بحمص في غضون ٤٨ ساعة تنتهي الجمعة، بسبب الحصار والجوع ونقص الذخيرة، وعدم إستجابة من يهمهم الأمر لنداءات الإستغاتة التي أرسلتها.

 

هناك معلومات تتحدث عن إنخراط إيران في هذه الإستراتيجية، ويقال أن الجهود وصلت إلى مرحلة متقدمة، ستنتهي قريبا بتسليم “المقاتلين” لأسلحتهم تباعا، وسيسمح للأجانب منهم بمغادرة سورية، وهنا مكمن الخطر الكبير على المنطقة والغرب.

 

هذا الأمر أدركته المخابرات الأمريكية، وسبق أن حذر مسؤولوها البيت الأبيض مما قد يحدثه الإرهاب في العالم من كوارث بعد أن تحوّلت سوريا لأكبر معقل للإرهابيين بإختلاف أسماء تنظيماتهم وحجم مجموعاتهم، فوضعت السعودية في الصورة، وضغطت عليها الإدارة الأمريكية في إتجاه تغيير إستراتيجيتها في سوريا، والكف عن دعم الجماعات التكفيرية في العراق ولبنان. فصدرت القوانين وتناسلت الفتاوى بتحريم جهاد السعوديين في سوريا… والبقية معروفة للجميع.

 

غير أن المتابع للتحركات الأميركية في المنطقة، سيستنتج حتما أن ما تسعى إلى تحقيقه على الأرض، بعد أن أدركت إستحالة تغيير موازين القوى بالفوضى الخلاقة، ليس بالضرورة هو ما تعلن عنه من مواقف عدوانية تطييبا لخاطر أدواتها بهدف إبتزازهم من مدخل خوفهم على عروشهم، وعلى رأسهم السعودية التي فشلت بمساعدة إسرائيل، في تحويل المنطقة إلى ساحة حرب مذهبية بين السنة و الشيعة. بدليل أن وزير الخارجية الأمريكي أكد مؤخرا في جلسة إستماع أمام الكونجرس عقب التقارير التي تحدثت عن إنهيار الجماعات الإرهابية في سورية وعودة الحديث عن إمكانية إنهاء الحرب بضربة عسكرية خارجية ولو بالوكالة عن طريق إسرائيل أو تركيا: أن «الحرب في سوريا لن تنهيها ضربة عسكرية خارجية بل تنتهي فقط من

 

المتابع للتحركات الأميركية في المنطقة، سيستنتج حتما أن ما تسعى إلى تحقيقه على الأرض، بعد أن أدركت إستحالة تغيير موازين القوى بالفوضى الخلاقة، ليس بالضرورة هو ما تعلن عنه من مواقف عدوانية تطييبا لخاطر أدواتها بهدف إبتزازهم من مدخل خوفهم على عروشهم، وعلى رأسهم السعودية التي فشلت بمساعدة إسرائيل، في تحويل المنطقة إلى ساحة حرب مذهبية بين السنة و الشيعة.

 

خلال اتفاق سياسي”.

 

حتى السلطان أردوغان كان منخرطا حتى النخاع في إثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين، وقد وصل به الأمر خلال الحملة الإنتخابية الأخيرة لحزب العدالة والتنمية للبلديات، أن هاجم خلال مقابلة تلفزيونية، جماعة “فتح الله غولن”، واتهمها بأنها تمارس “التقية و الخداع”، معتبراً أنها “خصال تنطبق على الشيعة”.

 

ووفق ما ذكر موقع العهد المحسوب على المقاومة اللبنانية، فعلى الأثر، حُمّل سفير تركي في إحدى الدول العربية المجاورة لسوريا (قد يكون لبنان)، رسالة عاجلة وشديدة اللهجة، من إحدى الفعاليات الحزبية الفاعلة (قد يكون حزب الله) الى أردوغان شخصياً، حيث طُلب من السفير التركي إبلاغ أردوغان، بأن تصريحاته تمثّل إساءة ليس للطائفة الإسلامية الشيعية فقط، بل الى العلاقات الإسلامية ـ الإسلامية بشكل أعم. وأُبلغ أردوغان أيضا أن في الإسلام “الغاية لا تبرّر الوسيلة بالمطلق”، كما أُفهم أن “استقرار سوريا ضرورة”، وفي الإسلام: “الضرورات تُبيح المحظورات”.

 

هذا في الوقت الذي بعثت روسيا وإيران أيضا بتحذيرات شديدة لأردوغان، تصل حد إلغاء إتفاق التعاون الإقتصادي مع إيران بما في ذلك مشروع خط الغاز نحو أوروبا، وتجميد التبادلات التجارية بين البلدين والمرشحة لأن تصل إلى ٣٠ مليار دولار. فيما حركت روسيا قطعا مدمرة من أسطولها من “طرطوس” إلى شواطىء اللاذقية، وهددت بوقف مغامرة أردوغان عسكريا على أبواب سورية. ففهم اردوغان أن عليه أن يختار بين تحقيق حلمه العثماني أو إنقاذ بلده المتداعي.

 

الحــل فـي المنطقــة رهــن بالإتفــاق مـع إيـــران

والمفارقة، أن أميركا وإن كانت تتعامل مع أكثر من ساحة، إلا أنها بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط تُعلّق كل شيىء على التفاهم الإيراني الغربي بشأن النووي الذي من شأنه فتح باب التفاوض لتدارس مختلف القضايا والملفات، من لبنان إلى سوريا فالعراق واليمن والبحرين والسعودية نفسها، وإنتهاءا بالسلام مع إسرائيل.

 

فيما تُصعّد عسكريا من خلال “الناتو” في أوكرانيا في محاولة لثني روسيا عن التدخل في الشرق والجنوب عسكريا، بعد تهديد حكومة “كييف” اللا شرعية بقمع المؤيدين لموسكو بالقوة العسكرية، ما دفع بمجلس الدوما إلى تقديم مشروع قانون جديد يعتبر تفكك الإتحاد السوفياتي السابق غير قانوني، ويطالب بمحاكمة من تسببوا به بتهمة الخيانة العظمى.. هذا مؤشر خطير لتصعيد كبير ستكون له تداعيات مُعقدّة بين الغرب وروسيا، خصوصا بعد دخول الإعلام على خط تحرّك “الناتو” لشيطنة روسيا وتصويرها على أنها عدو يهدد الأمن والسلم في أوروبا والعالم.

 

ومرة أخرى، يتأكد بالفعل، أن أميركا لا أصدقاء ولا أعداء لها بل فقط مصالح، ومصالحها اليوم تقتضي التفرغ لروسيا في شرقي آسيا حيث يتوقع أن يحسم الصراع شكل النظام العالمي القادم.

 

الوضــــــع فــي لبنــــــــــان

أما بالنسبة للبنان مثلا، فيجمع المراقبون على أن هناك قرارا أميركيا وتوافق دوليا وإقليميا على عدم التفجير في هذا البلد، ما انعكس إيجابا على البيئة الأمنية والسياسية بعد أن دخل لبنان حافة الهاوية، بسبب التفجيرات المتنقلة التي ركزت بشكل خاص على بيئة حزب الله في الضاحية الجنوبية، ونشر عديد الخلايا الإرهابية والجماعات التكفيرية التي إخترقت النسيج المجتمعي في الشمال، بالإضافة لقادة المحاور وعصابات المرتزقة التي تدار من قبل بعض المسؤولين السياسيين والأمنيين ونواب ينتمون لتيار المستقبل و ١٤ الشهر، ليتحول لبنان من معبر لـ”الجهادين” إلى قاعدة لهم لنصرة “السنة” ضد “الشيعة” وفق ما كان يروج لذلك من على منبر الإعلام فقهاء الجهل الصهيانية.

 

هذه التحضيرات العدوانية التي كانت ستُحوّل لبنان والمنطقة إلى جحيم، تطلبت الكثير من الجهد والمال والوقت، وقامت بها السعودية في إطار خطة “إسرائيلية”

 

ما إن دخل حزب الله أتون المعارك في أرض الشام المباركة، حتى بدأ بتطبيق الإستراتيجية الكفيلة بإسقاط أهداف الإستراتيجية الأميركية، فقرر بتعاون وتنسيق مع الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة الشعبية: “تطهير الحدود اللبنانية السورية من التكفيريين”، لأن في ذلك تحقيق لهدفين: الأول، وضع حد لسيارات الموت القادمة من الحدود الشرقية للبنان. والثاني، إسقاط مخطط إستعمال لبنان كقاعدة خلفية لإسقاط النظام في دمشق وتفتيت الدولة السورية.

 

كانت تستهدف ضرب حزب الله في الجنوب، في نفس الوقت الذي تهاجم فيه عصابات التكفيريين والمرتزقة المجرمين معاقل الحزب من الشمال، فيما كان جيش من “المقاتلين” يتحضر في يبرود وقرى القلمون لإطباق الكماشة على الحزب من الشرق.

 

منذ البداية، كانت خطة العدوان الأميركي على سوريا تقتضي إستعمال لبنان كقاعدة خلفية أساسية لتمرير السلاح والمقاتلين إلى سورية، وكان هناك حديث عن إقامة مطار عسكري في الشمال لإستقبال شحنات السلاح والتكفيريين، وفتحت مخابرات العالم مكاتب لها في بيروت للمساهمة في صنع مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سيضمن أمن إسرائيل إلى الأبد، وكان حزب الله هو العائق أمام هذا المشروع، ما إقتضى التحضير لمخطط ضربه وإجتثاته من الجنوب.. وهو ما أدركه محور المقاومة باكرا، لكن، لإعتبارات طائفية ومذهبية محلية وسياسية إقليمية، تحلّى الحزب بضبط النفس حتى لا يكون طرفا في فتنة يراد استدراجه لجحيمها، فيما تأخّر في دخول الحرب في سوريا، وهو ما اعترف به سماحة السيد في حديثه لصحيفة “السفير” هذا الأسبوع.

 

لكن ما إن دخل حزب الله أتون المعارك في أرض الشام المباركة، حتى بدأ بتطبيق الإستراتيجية الكفيلة بإسقاط أهداف الإستراتيجية الأميركية، فقرر بتعاون وتنسيق مع الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة الشعبية: “تطهير الحدود اللبنانية السورية من التكفيريين”، لأن في ذلك تحقيق لهدفين: الأول، وضع حد لسيارات الموت القادمة من الحدود الشرقية للبنان. والثاني، إسقاط مخطط إستعمال لبنان كقاعدة خلفية لإسقاط النظام في دمشق وتفتيت الدولة السورية. وهذا ما أشار إليه سماحة السيد في حديثه لجريدة السفير، عندما قال أن مخططات “إسقاط الأسد” و “تفتيت سورية” قد سقطت وأصبحت ورائنا.

 

هذا إعلان إنتصار أراده سماحة السيد أن يمر دون إحتفال، حتى لا يعمق من جرح حلف المتآمرين المهزومين، بسبب ما يجري في الكواليس من مفاوضات سرية قد تثمر إتفاقات تسوية على مستوى المنطقة ككل. ومعلوم أن معيار الإنتصار والهزيمة في شرعة المقاومة كما حدده الزعيم الصيني الراحل “ماو تسي تونغ”، يتمثل في نجاحها في إسقاط أهداف العدو. وبالتالي، فإذا كانت أميريا وحلفائها وأدواتها لم ينجحوا طوال ثلاث سنوات من العدوان في “إسقاط الأسد” و تقسيم سوريا، فهذا يعني أنهم هزموا وإنتصرت قوى المقاومة.

 

أما على المستوى السياسي في لبنان، ففي عز التفجيرات وحملات الشحن المذهبي التي ترافقت مع التحضيرات العسكرية للغزوة الكبرى ضد حزب الله.. فجأة توقف كل شيىء وتغيّر السيناريو بشكل مثير..، حصلت إجتماعات في الكواليس وتم تشكيل حكومة “مصلحة وطنية” بضغط أميركي على السعودية وفريق ١٤ سمسار الذي إضطر مكرها للتنازل عن شرط عدم إشراك حزب الله في الحكومة والتغاضي عن مشاركته في القتال في سورية.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه على ضوء هذه التطورات المثيرة هو: هل تخلت الإدارة الأمريكية حقّا عن هدفها المتمثل بضرب حزب الله باعتباره منظمة “إرهابية” وفق تصنيفها الخاص، وبإعتباره أيضا، وهذا هو الأهم، يمثل خطرا وجوديا على أمن “إسرائيل” الذي هو مكون بنيوي من الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية؟..

 

أم أن ما تنفذه الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة في لبنان، يدخل في باب التكتيك كسبا للوقت إلى غاية أن يتضح مآل الإتفاق مع إيران حول شؤون أمن المنطقة بعد الإتفاق النووي الشامل المفروض أن يدخل حيز التطبيق شهر تموز/يوليو القادم بعد الإتفاق على تفاصيل بنوده، للمرور حينئذ للتفاوض بشأن أمن المنطقة وفي أولوياته أمن “إسرائيل”، وبالتبعية، العلاقة مع السعودية، و وظيفة حزب الله، وموقع سورية من مشروع السلام الأمريكي في المنطقة.

 

 

هذا علما أن الأسد، وكما أكد سماحة السيد في حديثه لجريدة السفير، لو كان قبل بالعروض التي قدمت له لفك الإرتباط بإيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية، وتوقيع إتفاق سلام مع “إسرائيل”، لتُوّج رئيسا وملكا خالدا على عرش سوريا ولبنان، ولما كانت هناك حرب كونية في الشام، ليتبين أن الأمر يتعلق بـخيار لا بـرجل، وأن لا علاقة لما يحدث في سوريا اليوم بحرية شعب أو ديمقراطية أحزاب، بل بالمقاومة التي تمثل الخطر الوجودي الوحيد القائم اليوم ضد إسرائيل.

شارك المقال