الموقع الرسمي ل/كتائب سيد الشهداء/
في ظل الفوضى التي تعصف بسوريا، ومع تصاعد الانقسامات الطائفية والمذهبية، تتشكل ملامح مرحلة خطيرة تهدد ليس فقط الداخل السوري، بل تمتد بتأثيرها المباشر إلى دول الجوار، وفي مقدمتها العراق فالبلد الذي عانى لسنوات من ويلات الإرهاب، يجد نفسه اليوم مجدداً في دائرة الخطر، بينما يتنامى القلق من عودة الجماعات المسلحة إلى الواجهة، مستغلة الفراغ الأمني والانهيار السياسي الحاصل في الأراضي السورية.
التحذيرات هذه المرة لم تأتِ من مراقبين، بل من أصوات عسكرية خبيرة ترى في المشهد السوري الحالي بيئة خصبة لإعادة إنتاج الإرهاب بأشكاله القديمة والجديدة، الانقسامات بين المكونات، وانتشار السلاح، وغيرها، كلها عوامل تفتح الأبواب على مصراعيها أمام عودة داعش، الذي لم يُقضَ عليه بالكامل رغم انتهاء وجوده المعلن على الأرض.
القلق يزداد مع تقارير تؤكد وجود عشرات الآلاف ممن يحملون فكر التنظيم في مخيمات وسجون سوريا، ما يشكّل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، خاصة إذا لم يتم التعامل معها بحزم ومن هنا، تبدو مسؤولية العراق مضاعفة في حماية حدوده الغربية، وتحصين أمنه الداخلي، والارتكاز على الاستقرار السياسي والاقتصادي كركيزة أساسية لمنع عودة الإرهاب.
إن ما يحدث في سوريا اليوم ليس شأناً داخلياً معزولاً، بل تحوّل إلى تهديد إقليمي، والعراق يقف في مقدمة الدول المعنية بمواجهة تداعياته، قبل أن تتحول التحذيرات إلى واقع مؤلم آخر.
وفي ذات الصدد، قال الخبير في الشأن العسكري جبار ياور، اليوم الثلاثاء (6 أيار 2025)، في حديث تابعه الموقع الرسمي ل/كتائب سيد الشهداء/، إن “الانقسامات تؤثر على الوضع الأمني، والحكومة الجديدة في سوريا لم تستطع السيطرة على الوضع وبسط الأمن والاستقرار”.
وأضاف أن “الواقع الحالي في سوريا يشهد مشكلات كبيرة مع الكرد والدروز والعلويين وباقي المكونات، فضلاً عن وجود تشكيلات عسكرية مختلفة، بعضها مجاميع مسلحة، منتشرة في أحياء سوريا، إلى جانب انتشار السلاح بكميات كبيرة جداً”.
وأشار إلى أن “الانفلات الأمني سيؤدي إلى انتعاش الجماعات الإرهابية، ومنها داعش، لأن التنظيم لم يُقضَ عليه بصورة تامة، على الرغم من انتهاء وجوده على الأرض، حيث لا تزال هناك عمليات ينفذها في العراق وسوريا”.
وأوضح أن “في سوريا مخيماً يضم عوائل داعش، بحدود 60 ألف شخص، وبحسب التقارير يوجد بينهم 30 ألف شخص يحملون أفكار التنظيم، فضلاً عن وجود السجون التي تضم قادة داعش”.
ولفت إلى أنه “على العراق حماية الحدود السورية بشكل محكم لمنع تسلل عناصر التنظيم الإرهابي، والعمل على حل المشاكل السياسية، لأن الاستقرار السياسي والاقتصادي يساهم في استقرار الأوضاع الأمنية، إضافة إلى تفعيل الجهد الاستخباري بشكل كبير، لأن الخطر السوري قادم”.
ورغم تراجع “داعش”، حيث لا تزال له خلايا نائمة تنفذ هجمات بين الحين والآخر، في كل من سوريا والعراق ومع تصاعد الانفلات الأمني في بعض المناطق السورية، ووجود مخيمات وسجون تضم الآلاف من عناصر التنظيم وعائلاتهم، تزداد المخاوف من إمكانية إعادة تنظيم صفوفه واستغلال الفوضى للعودة إلى الساحة.
العراق، الذي خاض حرباً شرسة ضد داعش خلال السنوات الماضية، لا يزال يواجه تحديات أمنية على حدوده مع سوريا، وسط تحذيرات من أن أي تدهور إضافي في الجانب السوري قد ينعكس بشكل مباشر على أمنه القومي.