لم يقتصر عمل العصابات الارهابية في العراق على حرب الشوارع واستخدام المدنيين كدروع بشرية واستهداف الابرياء بل انها سعت الى حفر انفاقا يصل طول بعضها الى الف متر استخدمتها في جميع المدن التي سيطرت عليها لنقل الافراد والاسلحة من خلالها ، والاختباء من ضربات القوات الامنية .
حيث عثر على مئات الانفاق في المناطق التي تم تحريرها يتراوح طولها من مئة متر الى الف متر كان بعضها مغطى بسعف النخيل والاشجار لمنع اكتشافها فيما كان البعض الاخر تحت الطرق وبين الاحياء.
يستخدم التنظيم الارهابي تلك الانفاق على شكل سراديب وغرف بعضها مؤثثة لغرض السكن والاخر لصنع العبوات الناسفة وأحزمة الانتحاريين .
كان اخر تلك الانفاق عثرت عليها قوات الحشد الشعبي في جزيرة الخالدية بمحافظة الانبار التي تم تحريرها مؤخرا ، أنفاق لا يقل طول الواحد عن 600 متر، تضم غرف مؤثثة تحت الأرض ومزودة بأجهزة التكييف، مصادر اكدت ان داعش استخدمها حتى قبل سقوط الموصل لنقل الاسلحة والاختباء من الضربات الجوية كما انها تربط مناطق شرق الجزيرة مع غربها. وتعد تلك الانفاق من الكبرى والقديمة لداعش في الانبار .
طريقة حفر الانفاق بادوات حديثة والاسلحة المتطورة التي يستخدمها بالاضافة الى الاموال والعجلات كل تلك تقطع الشك باليقين حول الدعم الذي يتلقاه ماليا وفكريا وسياسيا من قبل العديد من الدول حتى هذه الحظة. الا انها لم تكن عائقا امام القوات الامنية والحشد الشعبي الذي تمكن من دحر تلك العصابات في جميع ميادين المواجه وتحقيق الانتصارات.