بغداد/ متابعة : كعادتها قبل كل انتخابات دأبت المرجعية الدينية على التأكيد على حقيقة وقوفها من جميع القوائم الانتخابية على مسافة واحدة ، وعدم التدخل في خيار الناخب او توجيهه الى قائمة بعينها، الا ان ذلك لم يمنع كتل واحزاب وشخصيات ان تدعي الحصول على تأييد ومباركة المرجعيات الدينية موهمة الناخب بافضليتها وقربها دون الكتل والاحزاب الاخرى.
فقد حثت المرجعية ممثلة بوكيلها السيد احمد الصافي على اصل المشاركة في الانتخابات باعتبارها حقا من حقوق المواطن ومكسبا اقرته له الديمقراطية ، كي يمارس من خلاله دوره في التغيير بما يضمن له وللبلد تحقيق المصالح السياسية والاقتصادية فضلا عن الاجتماعية.
واكد الصافي في وقت سابق على ان “الانتخابات عبارة عن آلية تحفظ المجتمع من الدكتاتورية والقمع″، مشيراً الى ان “ثقافة الانتخابات جيدة وتوصلنا الى اقل خسارة”.
ولم تشر المرجعيات المعتمدة في اية انتخابات سابقة الى قائمة بعينها عن طريق التصريح او التلميح كما لم يثبت ذلك عنها عبر اية وسيلة اخرى.
ونبه الصافي في خطبة الجمعة الماضية في الحضرة الحسينية المطهرة وحضرتها “المسلة” الى أن “المرشح لابد ان يعرف على اي شي سيقدم وكذلك على الناخب ان يعرف اي شخص سيمنحه هذه الثقة”.
وقال في خطبته: “في الاونة الاخيرة ظهرت مجموعة اسئلة ودعاوى ومفادها هل تدعم المرجعية الدينية العليا قائمة معينة؟. وهذا السؤال كثر واقول ان المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد اية الله العظمى السيد السيستاني لا تدعم اية قائمة من القوائم، واي كلام خلاف لك فهو اشتباه او وهم او كذب”.
من جانبها تسعى قوائم نيابية -من تيارات دينية بشكل خاص – الى اتخاذ “الانتماء للمرجعية” و “طاعة المرجعية” وعناوين اخرى مماثلة، وسيلة لإيهام الناخب وتحقيق مكاسب انتخابية “مجانية”.
واستخدمت بعض هذه الكتل وسائل الايحاء حينا أو الادعاء المباشر بتأييد المرجعية لقوائمها والحث على تجيير الاصوات لها حينا اخر. حتى بلغ ببعض المروجين لاحدى هذه القوائم مبلغ الادعاء بانه موضع ثقة المرجعية كونه يمثل تيارا دينيا وانه من غير الممكن ان تقف المرجعية من تيار ديني واخر غير ديني .
ويقول النائب عن كتلة المواطن فرات الشرع في حديث لـ”المسلة” ان تأكيد المرجعية ملازم للحملة الدعائية الانتخابية وانه في كل حملة تعبوية و تبليغية للانتخابات فان “المرجعية تعيد التذكير بذلك لأن هناك من يريد ان يتوصل باسم المرجعية”.
الا انه اشار الى ان المرجعية تعني بتصريحها انها على مسافة واحدة “ممن ترتضيهم وممن هم على خير”.
وعند الاستفهام من النائب عن صفة من “ترتضيهم المرجعية” وهم “على خير” أجاب بأنها مع “الاخيار و الصلحاء والحكماء ومن يريد الخير للعراق، وليست مع من هم مع داعش وامثاله”.
واكد الشرع ان : “هناك كيانات سياسية اسلامية هي الاقرب الى المرجعية”.
ورغم ان نص توجيهات المرجعية لا يشير الى القوائم الدينية أو غيرها الا ان الشرع اكد قائلا “لما لم يكن هناك تصريح واضح من المرجعية فلا سبيل الى التعامل بالنوايا بل لابد من اخذ ظاهر تصريح المرجعية”.
من جهتها اكدت النائب المستقلة عن التحالف الوطني أسماء الموسوي لـ”المسلة” ان المرجعية قطعت الطريق على اية جهة تدعي تمثيلها او انها مدعومة من المرجعية بشكل خاص.
ولفتت الموسوي الى ان المرجعية تحترم خلفية الناخب الفكرية والثقافية وتعتبر ان الاختيار مسؤولية ملقاة على عاتق الناخب، كاشفة ان بعض “المحسوبين على المرجعية” يسوقون اقاويل كاذبة عن قرب كتل من المرجعية وبعد كتل أخرى. وان رد المرجعية كان ضروريا لقطع الطريق على هؤلاء وعلى الكتل التي تقف خلفهم.
وشددت النائبة على ان الناخب الذي يدعي القرب من المرجعية بعد تصريحها انما يستخدم الكذب وسيلة لخداع ناخبيه وهو في وعوده لهم بالخدمات وتحسين المستوى المعيشي وغيرها من الوعود الانتخابية كاذب لا محالة.
وكانت المرجعية الدينية أكدت في مناسبات سابقة على ضرورة تهيئة الظروف للانتخابات المقبلة كي يأتي الناخب بحالة من التفاؤل والثقة في التغيير ، كما حذرت من الانشغال بالازمات وترك مصالح البلاد، وطالبت المسؤولين التعامل بروح ابوية.
ودعت عبر ممثلها الصافي جميع العراقيين الى المشاركة في الانتخابات موجهة الناخبين الى تحمل مسؤوليتهم، ومبدية استغرابها ممن يرفض من الناخبين المشاركة بالانتخابات لوجود مرشحين فاسدين”.
ولفتت الى انه “في حال انتخبت (س) من الناس وكنت غير موفق في اختيارك فهذا لا يعني ان الانتخابات خطا، وانما الخلل في اختيارك انت”.