أقامت المقاومة الاسلامية كتائب سيد الشهداء مكتب عشائر العراق (احدى الاقسام التابعة للملف التنفيذي)، مساء اليوم السبت 17/6/2017، حفلا تأبينيا بمناسبة إستشهاد الأمام علي عليه السلام.
والقى مسؤول الملف التنفيذي لكتائب سيد الشهداء السيد مهدي الموسوي كلمة جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحمين
السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله
اليوم داعش يلفظ انفاسه الاخيرة وكان يتكلم عن الاسلام كيف انه منهاج حياة ولا يتوقف عند حدٍ، متبني ذلك من الأسس الاسلامية الدينية والدنيوية.
وكيف اننا نتذكر علي ابن ابي طالب عليه السلام، في لحظات جراحه وألآمه في هذا اليوم ،وكيف انه يوصي بالايتام ويوصي بالقاتل ويوصي بالمسلمين، هذا هو علي ابن ابي طالب ع ونحن اتباع مدرسة اهل البيت نحن من نحمل اسم الاسلام المحمدي الأصيل ونحن التشيع ونحن من نتبع علي ابن طالب عليه السلام.
وعلى مر التاريخ بعد ذلك اليوم المشؤوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين سلام الله عليه ونحن نعيش اليتم ولم نخرج منه مطلقا، تعلمون جيدا ان مجيء الأمام الحسن عليه السلام كان عبارة عن آلآم ومحن وفتن حملها ذلك الأمام العظيم وتحولت الى الأمام الحسين عليه السلام، وما جرى على اتباع اهل البيت عليهم السلام واستمر الى الأمام العسكري سلام الله عليه، الا ان الله عز وجل منّ علينا بالأمام المنتظر عج ، لو قتل الأمام الأمام المهدي عليه السلام لأخليت الأرض من وكيل لله عز وجل وراعٍ لشؤون الأمة.
كل من يعتقد بانتمائه الى الإسلام ، الإسلام المحمدي الأصيل يجب عليه ان يقتنع بأننا أيتام بغياب الأمام المهدي عج، وكلما تأخر ظهوره المبارك كلما جاء الظالمون علينا وكلما لاقينا آهات أستمرت اكثر من 1400 عام، ولا نعلم الى أي زمان ستستمر بنا هذه المحن وهذه الفتن.
وفي هذه الأعوام عشنا وعشتم ولازلنا نعيش كيف ان العالم تكالب علينا من المشرق والمغرب للأسف بعناوين الاسلام والاسلام منهم براء، وفجروا السيارات المفخخة اشلاء فاهرة لإطفال وشيوخ ونساء لأكثر من عقد من الزمن في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية.
ولم يكتفوا بهذا القدر وعملوا على اسقاط العملية السياسية واسقاط الحكومة ولم يكتفوا بل ذهبوا الى مؤامرة كبرى تديرها اسرائيل وتمولها السعودية وتقف ورائها أمريكا واقولها بصراحة.
وقبل ثلاثة اعوام ومثل هذه الأيام تفاجئنا بدخول ما يقارب عشرة الاف مجرم قدموا من أكثر من ثمانين بلد اسلامي يحملون راية تسمى الراية الإسلامية واقدموا على قتل ابناء الشعب ولا ننسى المجازر التي ارتكبت ومنها مجزرة سبايكر التي يندى لها جبين الانسانية.
ونتذكر أيضا حينما انبرت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني حفظه الله، واعلنت الفتوى العظيمة المسددة من الأمام الحجة عج، وكيف انكم يا عشائرنا الكريمة انبريتم وتصديتم وتوجهتم الى سوح القتال حينما كانت المعارك على اسوار بغداد وعلى اسوار مرقدي الأمام موسى الكاظم والجواد، والأمامين العسكريين في سامراء، عندما بلغت القلوب الحناجر، عندما تراجع الكثير الكثير وتطبل وزمزم الكثير من الدول الإسلامية مع داعش وكانوا ينتظرون الساعات التي يمحى فيها اسم التشيع من الخارطة العراقية، الا ان اللطف الإلهي وبركة الأمام الحجة عج ووجوده المبارك ووجود مرجعياتنا الرشيدة، و موقف الجمهورية الاسلامية بقيادة السيد الخامنئي حفظه الله، ودعم واسناد الاخوة في حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله، وبعشائرنا الكريمة وبالمثقفين والنخب وبالمقاومة الاسلامية التي استوعبت مئات الألوف من المتطوعين وكيف نظمت هذه العملية بايام وليالي، وتم التصدي بالإجساد والارواح الرخيصة من أجل العتبات والمقدسات من أجل الحرية والكرامة.
واليوم قضى العام الثالث ونحن قبل ثلاثة او اربعة ايام في ذكرى الفتوى المباركة وفي كل المعارك لم يدخل الحشد الشعبي الا يخرج من هذه المعارك منتصرا بإذن الله عز وجل.
ولم يسجل في اي معركة للحشد الشعبي صغيرة او كبيرة الا وكتب الله له الانتصار في هذه المعركة، واليوم حشدنا المبارك والمقاومة الاسلامية تقف على الحدود السورية وتنتظر لحسم الموقف في تلعفر ويعلن الانتصار النهائي على داعش، والخيبة والخسران لإنصار داعش والذين بذلوا اموالا طائلة من أجل مشروعهم الا ان يد الله فوق ايديهم.
ونعتقد بأذن الله عز وجل بوجودكم وبوجود ابناء هذه العشائر الكريمة سيعلن الانتصار وسيكون الحشد صمام الأمان لمستقبل العراق، ولكن هنالك ايدي خفية تعمل في الداخل والخارج يجب ان نكون حذرين من تلك التحركات لأن في بعض الأحيان المؤامرات والدسائس هي امضى من السيارات المفخخة وامضى من العدو الذي يحمل السلاح، خصوصا ان هذه الدسائس من المقربين ومن ابناء اللحمة ومن ابناء الوطن.
توالت المؤتمرات والقمم وكانت قبل أيام قمة القبائل والأمريكان، والتي وصفها سبحانه وتعالى الاعراب اشد كفرا ونفاق، هؤلاء يمثلون القمة من طرف والطرف الآخر امريكا التي لا تبحث الا عن المنفعة وانفقت مئات الاف الدولارات وعلنا وجهارا نعطيكم الأموال ووجهوا اتهاماتكم للجمهورية الاسلامية في ايران، ومرة اخرى يتنصل الجلاد ويوجه الاتهام الى الضحية، فالشعوب الاسلامية في المنطقة بدأت تتيقض بما يفعله داعش في المنطقة وبدأ يتضح يوم بعد اخر بأن داعش هي اكذوبة لا اساس لها ولا علاقة لها بالاسلام.
ونعتقد بإننا سنمضي قدما وسنحقق الانتصارات ولكن يجب ان يكون لنا تكاتف كما كان لنا في سوح القتال، وهذا التكاتف يجب ان يكون من جميع مرافق الحياة لا يقتصر الأمر على المقاتلين وعلى حتى السياسين ولا حتى النخب، العشائر العراقية هي رائدة وفاعلة على مر التأريخ والزمان، وحينما نرجع الى صدر الإسلام نجد في بعض الأوقات في التاريخ تخاذل بعض العشائر ادى الى خسارة كبرى وخسارة عظيمة للإسلام، خصوصا في ملحمة الأمام الحسين عليه السلام، وفي مراحل أخرى نجد للعشائر مواقف رائدة كبيرة وعظيمة أمثال تلك التي اظهرها لنا التاريخ مع المختار الثقفي في ثورته التي كتب الله لها القصاص وحجب عنه الانتصار لله حكمة في ذلك.
ولعشائر العراق موقف ورائد يذكره التاريخ ولن ينساه في ثورة العشرين، عندما انبرت عشائر العراق في الفرات الأوسط وبغداد والجنوب كيف انها تصدت وانهت قضية الاحتلال في العراق وكانت ايضا بقيادة المرجعية الدينية آنذاك.
واليوم عشائرنا لها موقف يشهد له العدو قبل الصديق ولكن أمامنا مشوار طويل وهو الذي عبرنا عنه وحملنا شعارالمقاوم المدني ان لم نكن متفهمين الا ما يعنيه المقاوم المدني ان لم نكن امام هذه المسؤولية لم نحصد ثمار الانتصار مطلقا، ان لم نكن متيقضين لما يدور حولنا من دسائس ومؤامرات ستذهب هذه الانتصارات سدى ولم يبقى شيء الا رسم انه في يوم من الايام كان لدينا حشدا شعبيا وكان لنا انتصارات.
ولم يكتفي هؤلاء في قمة السعودية بل ذهبوا قبل يومين الى قمة ثانية الى تركيا وانعقدت القمم بالوجه السياسي لداعش وازدادت القمم في هذه الأيام كلما نزداد انتصارا وكلما نزداد تحرير الاراضي العراقية، وبدأوا يعدون العدة ويتهيأون لمشروع بديل لمشروع داعش بعد ان تم اجهاضه، ونعتقد ان ما يلوح في الأفق هو مشروع التقسيم لهذا البلد.
عائلة البارزاني التي لم نجد على ايديهم الا الدسائس والمشاكل والمؤامرات، ومن يدفع الثمن هو الشعب الكردي اولا والشعب العراقي بكل طوائفه ثانيا على مر الزمان والتاريخ.
واليوم في محاولة الابتزاز مرة يلجأ كردستان الى استقطاع اراضي عراقية ومرة يلتجئ الى كركوك ومرة يلجأ الى تحديد موعد اعلان الانفصال، وهذا الأمر ليس بمفرده مسعود البارزاني و انما يدار من قبل ساسة داعش من الاعراب ويجب ان نكون متيقضين من هذه المؤامرات ونحن الآن امام مرحلة حاسمة في الايام المقبلة، كيف سنكون اصحاب مسؤولية واصحاب معرفة واصحاب قدرة على التمييز ولا تأخذنا الارواح ولا تأخذنا التعصبات القبلية العشائرية وحتى المذهبية ونواجه المفسدين بيد واحدة ونتصدى للمفسدين مهما كانت انتمائهم ومهما كان لونهم وصفتهم، ان لم نتصدى للمفسدين لا خلاص لنا في العراق مما نحن فيه ، وهذا التاريخ أمامنا وهذه الشعوب التي سبقتنا امثال الصين وفيتنام واليابان والهند ومختلف الشعوب مرت بأزمات اكبر من الأزمة العراقية الا انها انتصرت بمحاربة الفساد وبالتصدي له بالقوة وبكل عنفوان وبكل بسالة، نتأمل على عشائرنا الكريمة ان تقف معنا نتأمل عليكم يا مكتب عشائر العراق الكرام ان تقفوا معنا في الأيام المقبلة كما وقفتم معنا في الأيام الماضية، نتمنى عليكم ان يكون صوتكم مدوٍ في الايام المقبلة كما كان مدويا في سوح القتال، نتمنى ان تساندوا المقاومة الاسلامية وان تقفوا وتذوبوا في المقاومة الاسلامية، لانها مشروع التصدي والتحدي وهي بذات الوقت مشروع بناء ومشروع اعمار ومشروع اكتساب الانتصارات وتوظيفها بالشكل الحقيقي وبما يخدم الشعب، وخصوصا ان هذا الشعب قدم عشرات الاف من الشهداء وخلف مئات الاف من الأيتام والقرائر والثكالى واصبح لزاما شرعيا وادبيا واخلاقيا علينا جميعا وكل من حسب موقعه ان نحافظ على هذا التراث وان نحافظ على هذه الدماء، وان نبني عراق آمن مستقر مستبب صفا واحدا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته