• img

تسعة واربعون عاماً على إحراق العصابات الصهيونية المسجد الأقصى.. الجريمة مستمرة

أغسطس 21, 2018
تسعة واربعون عاماً على إحراق العصابات الصهيونية المسجد الأقصى.. الجريمة مستمرة

يصادف اليوم الثلاثاء الحادي و العشرون من شهر آب  2018 الموافق التاسع من شهر ذوالحجة 1439، مرور 49 عاماً على إحراق العصابات الصهيونية المسجد الأقصى.

  اجندة التاريخ الفلسطيني مملوة بالنكبات والهموم .. والتي مازالت تتناقل يوماً بعد يوم بأشلاء مجزرة هنا وجريمة هناك، ذلك التاريخ هو اليوم الاسود الـ21 لاغسطس من عام 69، عندما قام اليهودي المتطرف الاسترالي دنيس مايكل بدعم من العصابات اليهودية المغتصبة للقدس باحراق المسجد الاقصى المبارك، في جريمة تعتبر من اكثر الجرائم ايلاماً بحق الامة ومقدساتها الاسلامية.

الحريق

شبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.

والتهمت النيران أيضا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كانت لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.

وتبين أن المادة الحارقة الشديدة الاشتعال سكبت من داخل المصلى القبلي ومن خارجه.

وبينما قام الاحتلال بقطع الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، هرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران، بملابسهم وبالمياه الموجودة في آبار المسجد الأقصى.

كان مشهد الدخان الأسود الكثيف يتصاعد من المصلى القبلي موحيا بحجم الكارثة، فهُرع الموجودون في المسجد والقدس للمساعدة في إخماد النيران، فمنهم من استخدم ملابسه ومنهم من سارع إلى إخراج المياه من الآبار الموجودة في المسجد، إذ كانت سلطات الاحتلال في حينه قد فصلت المياه عن منطقة المسجد الأقصى ومحيطه.

أما سيارات الإطفاء التابعة للاحتلال في القدس فتباطأت في الحضور، حتى إن سيارات الإطفاء وصلت من مدينة الخليل جنوب الضفة ورام الله وسطها قبل إطفائيات الاحتلال.

وأثناء إخماد الحريق تفاجأ المشاركون أن النيران امتدت خارج المسجد إلى الزاوية الجنوبية، وبعد التحري والفحص تبين أن المادة الحارقة الشديدة الاشتعال رشت من داخل المسجد ومن خارجه.

وبعد عناء دام ساعات، استطاع الفلسطينيون إخماد الحريق ومنعه من الإتيان على جميع المصلى القبلي، ورغم ذلك فإن الأضرار كانت جسيمه، حيث أتت النيران على منبر نور الدين زنكي ولم يتبقَّ منه إلا قطع خشبيه صغيرة وضعت في المتحف الإسلامي، كما أكلت النيران زخارف خشبية كانت تزين أعمدة المصلى تعود للفترة الأموية.

مزاعم الاحتلال

زعمت إسرائيل أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي، وبعد أن أثبت المهندسون العرب أنه تم بفعل فاعل، ذكرت أن شابا أستراليا اسمه دينيس مايكل روهان هو المسؤول عن الحريق وأنها ستقدمه للمحاكمة، ولم يمض وقت طويل حتى ادعت أن هذا الشاب معتوه ثم أطلقت سراحه.

اعترف روهان – خلال المحاكمة – بأنه يعتقد أنه مبعوث من الله، وبأنه تصرف وفقًا لأوامر إلهية، وبما ينسجم مع سفر زكريا، وادعى أنه حاول أن يدمر المسجد الأقصى حتى يتمكن يهود إسرائيل من إعادة بناء الهيكل على جبل الهيكل، وبالتالي يسرع من المجىء الثاني للمسيح المخلص حتى يحكم العالم لمدة ألف عام، موضحًا أنه آمن بضرورة إزالة المسجد الأقصى، وتشييد الهيكل مكانه بعدما إطلع على مقال السالف الذكر.

وفي عام 1995.. زُعم أن “روهان”، توفيَ أثناء تلقيه العلاج النفسي، وهو ما لم يتأكد حتى الآن.

الردود

أثار الحريق استنكارا دوليا، واجتمع مجلس الأمن الدولي وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 -بأغلبية 11 صوتا وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها الولايات المتحدة الأميركية- الذي أدان فيه إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس.

وجاء في القرار أن “مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21 أغسطس/آب 1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر“.

وعلى صعيد الدول العربية والإسلامية، كانت هناك حالة غضب عارمة، واجتمع قادة هذه الدول في الرباط يوم 25 سبتمبر/أيلول 1969 وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي ضمت في حينها ثلاثين دولة عربية وإسلامية، وأنشأت صندوق القدس عام 1976.

في المقابل علقت رئيسة وزراء الاحتلال في حينه غولدا مائير على الموقف العربي قائلة: “عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق“.

بطولات الفلسطينيين وتخاذل الحكام

ذكرى إحراق المسجد الأقصى  مناسبة لتذكير العالم بجرائم الكيان الصهيوني في حق الفلسطينين ومقداستهم  وخاصة المسجد الأقصى المبارك الذي بات يشكل محور الصراع الفلسطيني الصهيوني مع محاولات دولة الاحتلال لتقسيمه زمانيا ومكانيا وتوسيع عملية الحفريات أسفله بدعوى البحث عن الهيكل المزعوم ، و بناء جدار الفصل العنصري الذي يعزل القدس عن محيطها الفلسطيني ، ويمنع أبناء الشعب الفلسطيني من الوصول إليها والصلاة في مسجدها الأقصى المبارك ، وكذلك بهدم بيوت أهلها وسحب هوياتهم ومصادرة أراضيهم لبناء المستوطنات وإسكان الجماعات الدينية المتطرفة مكانهم .

أبرز اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى

يتعرض المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967 لاعتداءات متواصلة أبرزها اقتحامات وزراء ونواب بالكنيست وأفراد الشرطة والمستوطنين ومحاولتهم أداء طقوس دينية، وهو ما يؤدي إلى توتر في المسجد، فضلا عن سلسلة قرارات تهدف إلى الهيمنة عليه وتقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود.

فيما يلي ملخص في نقاط لعدد من مئات الاعتداءات على المسجد التي وثقتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا):

– 7 حزيران 1967: دخل الجنرال موردخاي جور وجنوده المسجد الأقصى المبارك في اليوم الثالث من بداية حرب 67، ورفعوا العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة وحرقوا المصاحف، ومنعوا المصلين من الصلاة فيه، وصادروا مفاتيح أبوابه.

– 15 حزيران 1967: أقام الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي شلومو غورن وخمسون من أتباعه صلاة دينية في ساحة المسجد.

– 21 آب 1969: إحراق المسجد الأقصى واعتقال سائح أسترالي على خلفيته.

– 2 /تشرين الثاني 1969: اقتحم “إيفال ألون” نائب رئيس الحكومة الإسرائيلي ومساعده المسجد.

– 28 يناير/كانون الثاني 1976: المحكمة المركزية الإسرائيلية تقرر أن لليهود الحق في الصلاة داخل الأقصى.

– 13 يناير/كانون الثاني 1981: اقتحم أفراد حركة “أمناء جبل الهيكل” وجماعات أخرى الأقصى ورفعوا العلم الإسرائيلي مع التوراة.

– 28 آب 1981: الكشف عن نفق يمتد أسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البراق.

– 24 شباط 1982: رئيس حركة أمناء جبل الهيكل “غوشون سلمون” يقتحم ساحة الأقصى.

– 11 نيسان 1982: جندي يدعى “هاري غولدمان” أطلق النار بشكل عشوائي داخل الأقصى، مما أدى لاستشهاد فلسطينيَين وجرح أكثر من ستين آخرين.

– 25 تموز 1982: اعتقال “يوئيل ليرنر” أحد ناشطي حركة كاخ بعد تخطيطه لنسف مسجد الصخرة.

– 20 كانون الثاني 1983: تشكيل حركة متطرفة في إسرائيل وأميركا مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى.

– 26 كانون الثاني 1984: يهوديان يدخلان الأقصى بحوزتهما كميات كبيرة من المتفجرات والقنابل اليدوية بهدف نسف قبة الصخرة.

– 11 آذار 1997: المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يسمح لليهود بالصلاة في الأقصى بعد التنسيق مع الشرطة الإسرائيلية.

– 31 آب 1997: الكشف عن مخططات إسرائيلية لهدم القصور الأموية المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، وتوسيع حائط البراق.

– 11 كانون الثاني 2000: المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر أن المستوى السياسي هو المسؤول عن البت في قضايا المسجد الأقصى.

– 28 أيلول 2000: أرييل شارون يقتحم ساحات المسجد الأقصى المبارك، وكان الاقتحام شرارة انطلاق انتفاضة الأقصى.

– 29 أيلول2000: قوات الاحتلال ترتكب مجزرة جديدة بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

– 2 آذار 2001: أعضاء حركة “أمناء جبل الهيكل” يتقدمون بالتماس إلى المحكمة الإسرائيلية العليا يطالبون فيه بإلزام الأوقاف الإسلامية بوقف أعمال الترميم في المسجد الأقصى المبارك.

– 18 نيسان 2001: إقامة متحف يهودي قرب المسجد الأقصى.

– 8 أيار 2001: رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون يشكل لجنة وزارية لإعداد آلية تسمح بوصول اليهود والسياح الأجانب للمسجد الأقصى.

– 7 تموز 2001: السلطات الإسرائيلية تمنع دخول مواد البناء إلى المسجد الأقصى وترميمه.

– 31 كانون الثاني 2003: شركة إسرائيلية تضع ملصقا يحمل صورة الأقصى على زجاجات الفودكا.

– 9 أيلول 2004: “مناحيم فرومان” راب “مستوطنة تكواع” يقيم حفل زواج لابنه داخل الأقصى تخلله شرب الخمور والنبيذ.

– 4 نيسان 2005: شرطة الاحتلال تنشر تفاصيل خطة تتضمن تركيب أجهزة استشعار للحركة وكاميرات حول الأقصى.

– 1 نيسان 2005: الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف يطلب السماح لليهود بدخول الأقصى على غرار المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.

– 8 شباط 2006: وزارة التربية والتعليم التابعة للاحتلال والوكالة اليهودية يوزعان آلاف النسخ لخرائط البلدة القديمة في القدس وضعت فيها صورة لمجسم الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة.

– 12 تشرين الأول 2008: الاحتلال يفتتح كنيسا يهوديا بأرض وقفية على بعد خمسين مترا من الأقصى.

– 20 شباط 2009: مستوطن مسلح يحاول اقتحام المسجد الأقصى من أسطح المنازل المجاورة.

– 15 آذار 2010: افتتاح كنيس الخراب بجوار المسجد الأقصى.

– 3 نيسان 2010: الاحتلال يعلن عن مخطط بناء كنيس كبير يدعى “فخر إسرائيل” على بعد مئتي متر فقط من المسجد الأقصى.

– 25 أيار 2010: سمحت شرطة الاحتلال ولأول مرة لأحد حاخامات الحريديم بأداء طقوس صلاة يهودية كاملة والسجود سجوداً تاماً تجاه قبة الصخرة خلال النهار.

– 21 تموز 2010: اقتحم عضو البرلمان عن الليكود داني دانون وعدد من النواب المسجد الأقصى.

-20 كانون الأول 2010: اعتقال مستوطن حاول اقتحام الأقصى ومعه متفجرات لوضعها في المسجد القِبْليّ.

– 18 شباط 2011: جماعات يهودية توزع صورة لقبة الصخرة، وتنصب عليها العلم الإسرائيلي.

– 7 حزيران 2011: عضو الكنيست ميخائيل بن آري يقتحم المسجد ومعه عشرات المستوطنين.

– 9 آب 2012: قدم عضو الكنيست أري ألداد مقترح قانون لتقسيم الأقصى والسماح لليهود بالصلاة فيه في أيام معينة، ويُمنع المسلمون خلالها من دخوله.

– 9 أيلول 2012: مرشح حزب الليكود السابق لرئاسة الحزب “موشيه فيجلين” يقتحم  المسجد الأقصى برفقة مجموعة من المستوطنين.

– 9 كانون الأول 2013: الكشف عن كنيس يهودي للنساء وحفريات جديدة أسفل باب السلسلة المؤدي إلى الأقصى.

– 9 آذار 2014: الحاخام المتطرف يهودا غليك يقتحم -برفقة مستوطنين- الأقصى من جهة باب المغاربة.

– 31 آذار 2014: نشرت منظمات يهودية صيغة بيان ورسالة بعثت بها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تطالبه بالعمل وتسهيل الإجراءات والمساعي بهدف بناء كنيس يهودي في الأقصى.

– 27 تشرين الأول 2014: الكنيست يناقش مقترحا لسحب السيادة الأردنية على الأقصى.

– 27 تشرين الثاني 2014: صحيفة هآرتس الإسرائيلية تكشف عن سعي وزير الأمن الداخلي إسحاق أهرونوفيتش لملاحقة طلبة المصاطب والمرابطين وحظر نشاطهم.

– 15 شباط 2015: أعلنت مؤسسة إسرائيلية تطلق على نفسها “الحفاظ على تراث حائط المبكى” عن مناقصة من أجل تنفيذ أعمال حفريات في الأنفاق أسفل الحائط الغربي للمسجد الأقصى.

– 5 أيار2015: أصدرت محكمة الاحتلال قرارا يقضي بالسماح للحاخام المتطرف يهودا غليك بالعودة إلى اقتحام المسجد الأقصى.

-8 آب 2015: طالبت منظمات وجماعات الهيكل المزعوم في مذكرة رسمية رفعتها لرئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المسلمين خلال الفترة الصباحية.

 

 

شارك المقال