• img

كلمة الحاج ابو الاء في يوم شهيد كتائب سيد الشهداء 25 شوال

يوليو 31, 2016
كلمة الحاج ابو الاء في يوم شهيد كتائب سيد الشهداء 25 شوال

كلمة الامين العام لكتائب سيد الشهداء الحاج المجاهد ابو الاء الولائي في يوم الشهيد الذي اقامته المقاومة الإسلامية / كتائب سيد الشهداء (ع) في بغداد بحضور شخصيات سياسية وعشائرية ودينية

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة الحضور والاحبة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اننا لا نعزي الشهداء بالكلمات وانما نعزيهم بالدم الدم الممزوج بالتضحية انما نعزي الائمة ونقدم الشهداء ، وفي هذا اليوم يسقط لدينا  شهداء في جزيرة الخالدية ، وهنالك معركة شرسة تدور في الانبار ، لدحر ما تبقى من الدواعش اللذين هربوا من الفلوجة والرمادي ، والنصر قريب باذن الله ، هذه تعازينا وتقبلها الله .

اننا نعزي الجميع بدمائنا في ذكرى شهادة الامام الصادق عليه السلام .

احبتي الحضور :  محور كلمتي فيه ثلاث منعطفات . الاولى عن الشهداء شهداء الحشد الشعبي عموما وكتائب سيد الشهداء خصوصا . والمحور الثاني هو معركة الموصل . والثالث هو مستقبل الحشد الشعبي .

قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } انكم ترون ان الله يخص في هذه الاية الذين جاهدوا ، فهل كل اللذين جاهدوا في سبيل الله هداهم الى سبيله ،والجواب لا ؟

الشهداء هم الذين جهدوا بانفسهم لنيل الشهادة ومنهم من اخذ يبحث عنها حتى ظفر بها ومنهم من طلبها فوقعت عليه ومنهم من لم يطلبها فوقعت عليه .

ان الاحتفاء بالشهداء هو الاحتفاء بالامام المعصوم وهو اختصار لكل مسيرة النور التي انطلقت من ادم عليه السلام حتى ظهور صاحب الامر  عجل الله فرجه .وقد اجد نفسي مكبلا غير قادر على الحديث وانا أؤبن اخوتي واحدا تلو الاخر وكم كنت اتمنى ان يقفوا هم على راسي ويقولوا : اللهم تقبل منا هذا العاصي المقصر .

ولعل مما يضيف الى هم الفراق هما والم الوحدة والوحشة اننا لا نرى من يشكر عمل الشهداء كثيرا ، فانا حين اتصفح وجوه الناس يوميا وهي تخرج الى العمل والطلبة الى مدارسهم وجامعاتهم والاسواق تعتمر بالمتسوقين اود ان اصيح ياهولاء ماكان لكم ان تفعلوا كل ذلك لولا الشهداء

فعلينا ان نشكر الشهداء في كل صباح ومساء ، لولاهم لم تبق في العراق حكومة ولا برلمان ولا وزارات ولا مؤسسات ولكنني تصيبني الغصة وانا لا اجد في أي ممر من ممرات الدولة ومؤسساتها وقاعاتها صورة او اسما لشهيد .

الصور الموجودة في الشوارع وضعتها الناس ، وضعتها فصائل المقاومة والحشد الشعبي وليس الحكومة ،

كما انني لاشعر بالاحباط حين لا تسعى الحكومة والبرلمان لاطلاق اسم واحد من الشهداء على هذه الشوارع وهذه الساحات او القاعات ، بينما هناك شوارع وساحات اطلق عليها اسماء رجال لم يقدموا ما قدم الشهداء في الحشد الشعبي .

بل هناك ساحات وشوارع وجامعات تسمى باسماء من قتل المعصومين عليهم السلام كشارع الرشيد وفندق ومسرح المنصور ومنطقة المنصور والامين والمأمون وغيرها ..

لابد ان يستحي الجميع من الشهداء فمن وقف على الساتر وغمس جسده الشريف بمصفحات ومفخخات الدواعش لمنع وصولها الى المناطق هو اولى بهذه الاسماء من غيره .

ان الشهداء يعيشون في قلوبنا وهي خير من الشوارع والساحات ويسكنون وجداننا وهي اطهر من اماكن مجحفة لدمائهم وتضحياتهم , ان الشهداء يموتون لحيا الناس والناس يحيون ليحيا الشهداء ، فان الاثنين هم احياء عند الله بينما الاول حيا بنفسه وربه والاخر حيا بالشهيد وربه .

فليحيا الشهداء ماحيينا ولنطلق اسائهم على ساحات قلوبنا وشوارع قلوبنا وحدقات عيوننا .

نعم ان الشهيد هو الشمعة التي احترقت ليحيا الاخرون وهو الانسان الذي جعل عظامه جسرا ليعبر عليه الاخرون ليعيشوا بحرية وشموخ وسمو ورفعة وعلو .

اني اتسائل ، اين تذهب الاموال التي تسحب من تحت اقدام الشهداء وذوي الشهداء في الجنوب والوسط . هذه الاموال لم يحصل عليها اهلها الجنوبيون ، حتى بعد ان قدموا الدماء وتيتمت اطفالهم وحتى بعد ان ترملت النساء ، هذه الاموال تذهب الى البعثيين في الموصل والى افراد فدائيي البعث المقبور والاجهزة الامنية السابقة برواتب ضخمة ، هذه الاموال تذهب الى مصائف كردستان وفنادقها الشاهقة وشوارعها الفارهة ، تذهب الى الارصدة في البنوك الاوروبية في حين مازال شهداء الحشد الشعبي لم يتقاضوا رواتب قسم من الاشهر الماضية وهي بالكاد تسد رمقهم وحاجاتهم .

اما المحور الثاني فهو محور الموصل ، اخوتي الاعزاء قبل ان اتحدث بمعركة الموصل لابد لنا من وقفة لاستذكار معركة الفلوجة .

كنا دائما نقول ، لايمكن ان تحسم معركة الفلوجة دون ان يشترك الحشد الشعبي فان ما جرى في الفلوجة كنا قد قلناه من قبل حيث ان كل التهويل الذي اطلقته وسائل الاعلام الامريكية والخليجية بخصوص استحالة اقتحام الفلوجة وانها نشكل قلعة عصية على الاقتحام انما كان من وسائل اضعاف الجهد الشريف لفاصل المقاومة والحشد الشعبي وتقوية الجهة الارهابية لغرض فرض معادلة الرعب في العراق حيث لافرصة للحكومة بالانفلات من الرباط الامريكي والا فان ذلك سيؤدي الى اسقاطها من خلال هذه الخاصرة الرخوة والتي لاتبعد عن مركز بغداد سوى خمسون كيلو مترا ، فكلما حاولت الحكومة العراقية الخروج من تلك الدائرة الامريكية ، كان الامريكان يهددون بالفلوجة ومقاتلوها الاشداء ، هؤلاء لم يصمدوا بوجه الحشد المقدس والاجهزة الامنية سوى ايام قليلة ، وان ما قبل من ان تحريرها يستغرق سنوات ، وان محيطها يستغرق سبعة اشهر ، اما الفلوجة والكرمة والصقلاوية فانها تستغرق سنوات حسبما قالوا .

انما هي نكتة امريكية فضحها الحشد المقاوم وهكذا فقد تحقق ماقلناه ، ان الفلوجة لا تتحرر الا بسواعد ابناء الحشد الشعبي المقدس .

واليوم ونحن نتهيئ لمعركة الموصل ايضا نقول ، لايمكن ان تتحرر الموصل الا باستراك الحشد الشعبي وفاصل المقاومة الاسلامية ، فان الموصل فيها تركيبة معقدة ، والساحل الايمن من الموصل تقدم عليه الاكراد من خمسة محاور وبالتجربة اثبتت ان الاكراد اذا حرروا شيئا لايمكن ان يعيدوه الى حضن الوطن وقلناها ونقولها الان لايمكن ان تتحرر الموصل الا باشتراك الحشد الشعبي .

ولكن اين تكمن صعوبة تحرير الموصل ؟ لاتكمن في الارض وتحريرها ابدا ، انما يكمن في الانسان الموصلي وعقله ، هذا الانسان الذي كنا دائما نراه متحضرا ومدنيا فهو رئيس جامعة وضابط كبير ومدرس ومهندس وكنا داما نراهن على ان اهل الموصل سوف يثورون على الدواعش سريعا لانهم لايطيقوا افكار واراء المتخلفين غير انهم لم يفعلوا ذلك ربما لسببين .

السبب الاول ، هو الضغط الهائل والرعب الكبير الذي يسلطه الدواعش على اهل الموصل واما السبب الثاني وهذا هو الاهم والاخطر هو ان الدواعش بل كل الحركات التكفيرية والوهابية لم تحصل من قبل على موطن في الارض سابقا الا في افغانستان وقد استمر لسنة ، اما في الموصل فقد هيمن التكفيريون لسنتين ونصف ، وهذه الثالثة ، وهذا الوقت كاف لانشاء جيل جديد من التكفيريين والانتحاريين .

كنا نراهن دائما على ان العراقي ، لن يصل به الامر ان يفجر نفسه بحزام او سيارة مفخخة ، وهكذا كان يؤمن التكفريون انفسهم ايضا حيث كان كل الانتحاريين من العرب والافغان وباقي الجنسيات ، اما الان فاننا من الصعب ان نجد من الانتحاريين من هو غير عراقي ، وما الذي حدث ؟ ماهو التحول ؟

ان هذا ما حذرنا منه ، وان بقاء الارض في الفلوجة لسنتين ونصف والموصل للسنة الثالثة والشرقاط وباقي المناطق بكل مرافقها وجامعاتها ومؤسساتها ومقدراتها المالية انما هو العامل الاول والاخير في تحويل بوصلة الايمان المنحرف بقضية الدواعش ، فالان صار لدينا جيل من العراقيين قد غسلت ادمغتهم غسلا تاما ، وامنوا ايمانا حقيقيا بعدالة الانحراف التكفيري ، فما هو الحل ؟ هل يكمن بتحرير الارض ؟ فمن يحرر العقل ؟ لابد من تحرير الادمغة والنفوس وهذا بحاجة الى عمل كبير وطويل لذلك انا اقول لمستشاري الحكومة ، اللذين ياتون بإستشارات جاهزة , ويقولون انه وبعد معركة الموصل لانحتاج الى الحشد الشعبي ويكفي عشرون الف مقاتل منهم ، وندمج الباقي بالاجهزة الامنية او نسرحهم .

انا اقول لهم لاتبدوا مائكم على السراب فالمعركة الامنية اصعب من المعركة العسكرية والذي يقبل علينا امر وادهى من الذي مر ، وهذه رايناها .

اخواني الاعزاء ، ان الذي حققه الجيش العربي السوري في معركة ولسسنة السادسة مع فصائل المقاومة وحزب الله ، هذه المعركة الشرسة ، التكفيريون ارادوا ان يحفظوا العراق وسوريا وعندما عرفوا انه ليس بإمكانهم والقدرة على حفظ العراق وسوريا خرجوا من العراق ليحتفظوا بالموصل وحدوها .

وانا اقول ، اذا بقت منطقة الفراغ بين العراق وسوريا ، فقط دير الزور بيد التكفيريين ، فانها كفيلة بارجاع الارهابيين وخلال عام واحد الى منطقة الفلوجة والرمادي بل الانبار .

واما بخصوص الحشد الشعبي ـ فهو ذاته الحديث التاريخي عن الشرفاء واصحاب المبادئ الذين ظلموا على الرغم من ثباتهم في طريق الحق واندفاعهم في خدمة الاخرين .

لقد دفع الحشد الشعبي ، فاتورة حقد الحاقدين واصحاب الاجندة ، ولعلنا نعلم علم اليقين ، بمخططات هؤلاء ونعلم الايادي الخبيثة التي تدفعهم الى ذلك على الرغم من ان الحشد دفع دمه لانقاذ اعراضهم واراضيهم .

اما الذي جعلنا نندهش اشد الاندهاش ، فهو هذا الموقف الغريب من قبل حضانة الحشد واهله ، وكان الحشد لم تكفيه مؤامرات الاعداء حتى صارت سهام الاخوة والاصدقا تنهال على الجسد المليئ بالجراحات من منازلة الدواعش .

اننا نعجب من مواصلة الحكومة لخططها المستمرة لتذويب الحشد وتفكيكه وكأنه هو من قام بإحتلال الارض وهتك العرض وقتل الابناء وضيع الثروات ، فكيف وهو الذي قام بتحرير هذه الارض وهذه الاعراض ؟

ان الحشد وليد العراقيين وهو اطهر مولود منذ سقوط البعثيين الى هذه اليوم ، ويجب على الحكومة ان ترفع عنه كل سوء ، وتعمل على تنشأته وامداده بكافة عوامل القوة والبقاء ، وان ما يتقاضاه البطل الحشدي ، اقل من ما يتقاضاه اخاه الجندي او الشرطي بمرات ،ولعل ما يتقاضاه لايكفيه لتنقله بالمواصلات فضلا عن سد رمقه .

ان في الحشد شهداء وجرحى فلابد من دعم عوائل الشهداء لانهم اشرف اهل الارض ولابد من معالجة الجرحى ، لانهم اكثر مظلومية الان .

وها هي معركة الموصل على الابواب وليس لها الا الحشد الشعبي فارسا مغوارا تشهد له الاعداء قبل الاصدقاء .

 

سلام على الشهداء ، سلام على اللذين سقطوا بدرب الامام الحسين عليه السلام ، سلام على تاريخ ضمهم ، سلام على حروف مرت بهم صقورا زاهية ، سلام عليهم وهم يودعون الاحبة واحدا بعد واحد ، سلام عليهم وهم ينقلون الاحبة واحدا بعد واحد ، سلام عليهم وهم يصارعون الموت غصة بعد غصة .

شارك المقال