• img

السيد مهدي الموسوي يلقي كلمة الأمانة العامة لكتائب سيد الشهداء في مهرجان المقاوم المدني الأول

أبريل 29, 2017
السيد مهدي الموسوي يلقي كلمة الأمانة العامة لكتائب سيد الشهداء في مهرجان المقاوم المدني الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

بسمه تعالى

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نوره الاول هادي البشرية ومنقذها محمد ( ص ) وعلى علي الحق واله ” عليهم السلام ” الذي بهم نرتقي الجماعة الى طور الطاعة بخفض جناح الإطاعة .

الحفل الكريم مع حفظ الالقاب والمقامات ..

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ..

( وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )    ….   (صدق الله العلي العظيم )

اقف امامكم وانا في شهر شعبان  شهر اليمن والبركة شهر ولادة الاقمار الهاشمية ، اسأل الله ان يمن علينا جميعا ببركاته فانه شهر الرسول الكريم محمد (ص)

ونحن في حضرة الانتصارات التي حققها و يحققها ابطالنا الشجعان في سوح القتال ببركة فتوى المرجعية الرشيدة والدعم المباشر من مراجعنا العظام ، و دعائكم و دعاء الامهات و الاخوات .. نقف امامكم ومعنا تراب المعركة حاملين لواء النصر وعشق المقدسات .

ونعتقد ان مشاركة فصيلنا المقاوم في معارك المواجهة ضد الارهاب و تصديه للفكر التكفيري ، يمثل حالة شرف كبيرة بالنسبة لنا ، سواء في رسالتنا الدينية الاسلامية الجهادية او الوطنية .. وهذا الجهاد تمثل في الدفاع عن المقدسات في سوريا و العراق ،ومازالت بنادقنا بأيدينا حيث يوجد الارهاب و الكفر و التعدي على الحرمات …  

ايها الحضور الكرام ، بهذا الاحتفاء المقدس …. 

إن العملية السياسية في بلدنا تمر في ظرف صعب و معقد حيث الفساد الاداري و المالي الضارب في مفاصل المؤسسات نتيجة المحاصصة المقيتة والتحزّب ، وحيث التدخلات الخارجية التي اضعفت القرار العراقي و ابعدته عن مصالح الشعب ، و جعلت المواطن يعيش حالة من الاحباط و الشعور بالخيبة ، حيث الفقر الذي مَسَ طبقةً واسعةً من الشعب ، والذي جاء بسبب توقف عجلة مصانعنا و مؤسساتنا و البنى التحتية ، فيما تذهب اموالهُ هدراً نتيجة الفساد و سوء الادارة و التنظيم الذي انتجته الادارة الامريكية المتخصصة بصناعة الازمات و تصميم خارطة جديدة في الشرق الاوسط ضامنة لمصير الكيان الاسرائيلي الغاصب .

ان الساعة عند المقاومين لم تقف ، فما زال في القوس من منزع  ، ونطمئنكم ان النصر بات قريبا جدا ، و لم يعد للإرهاب من مساحة يدنسها سوى امتار سيتلقى بها هزيمته الاخيرة على ايدي اخوتكم المجاهدين من كافة صنوف القوات المسلحة العراقية .. ومهما قيل كذباً وزوراً عن حجم المساعدات الامريكية لنا في المعارك الا اننا نرى ان التدخل الاجنبي لما يسمى بقوات التحالف ، كان سببا في تأخر الارهاب على ارضنا و سببا في هروب المئات من الارهابيين الى خارج البلاد ، و كذلك تدمير الكثير من المدن و المساكن و البنى التحتية .

 نكرر ان الارهاب زائل قريبا عن ارض العراق الحبيب ، ونعتقد  تماما ان الجهاد لا يقف في سوح الحرب ، فأمام الجميع مهمة أكبر ، وهي صناعة الانسان المقاوم في بُعده المدني ومثلما نحتاج الى المحارب العسكري نحتاج الى المحارب المدني ونعمل على ترسيخ مفهوم المقاوم المدني ونستخدمه شعاراً ومنهجاً ومدرسةً وذلك من خلال المشاركة الفعالة في محاربة الفساد واعداد الخطط الكفيلة بمعالجة التدهور الحاصل في قطاعات الاسكان والبنى التحتية والصحة والتربية والتعليم والرعاية الاجتماعية والزراعة والصناعة ومختلف مرافق الحياه الخدمية والاقتصادية وغيرها ..

فمن المؤلم مئات الالاف من الاسر العراقية تسكن العشوائيات دون ادنى خدمات تذكر ، ومثل ذلك في المباني العامة حيث يحشر ابناؤنا في مدارس فاقدة للخدمات وبأعداد هائلة .. وهناك مدارس في القرى مبنية من القصب والطين .. فيما تجلس خارطة العراق على بحيرة من النفط .. وانعم الله علينا بالأرض والماء ولكن دون زراعه تذكر ..

يا ابناء العراق ان مشروعنا القادم ان شاء الله هو (( المقاوم المدني ))  ” فَيدٌ تبني وأُخرى تُقاتل ”  والعراق زاخرٌ بالكوادر العلميةِ والثقافيةِ والفكريةِ .

يا ابناء الحضارة في مختلف المجالات التحقوا في ميادين العمل المدني ، واعلموا ان تجارب دول عديدة تدعونا ان نستفيد منها كالجمهورية الاسلامية الايرانية وفيتنام واليابان وغيرها من الدول فأنها خير شاهد على اهمية الجانب المدني والعسكري في بناء حضارت الامم والحفاظ على هيبتها .

اخوتي اخواتي .. مثلما لنا مشروع عسكري قاتلنا فيه الارهاب وانتصرنا ، فان لنا مشروعاً مدنياً لإدارة البلد داخلياً وخارجياً نحمل فيه همومَ الشعب العراقي ونتبصر فيه المستقبل لنضمن له حياة حرة كريمة .. فالعراقي يستحق ان تكون مدنه وشوارعه ومؤسساته تليق بتاريخه وبحجم تضحياته وذلك هو هدفنا الاكبر .

ونقول ان الحشد المقاوم هو فرصتنا المقبلة في بناء الوطن .. والمثابة التي سوف ننطلق منها نحو الحفاظ على سيادتهِ وبنائهِ ، وان هؤلاء الفتية الذين كتب اللهُ النصرَ على ايديه هم نواة منطلقاتنا العملية في القضاء على الفساد الاداري والمالي ، واحد لوائح مشروعنا في صناعة انسان مبدع ونافع وفي نهضة هذا البلد ورعاية ذوي الشهداء وابطالنا في الحشد الشعبي .

وختاماً .. نُبارك لمراجعنا العظام ما تحقق من انتصارات على الارهاب ، ونبارك للشعب العراقي وقفته الشجاعة وتصديه لكل المؤامرات التي حيكت ضد العراق . وأحييّ رجال المقاومة رجال الصبر والبطولة وهُمْ يقفون سدّاً منيعاً امامَ اعداء الله في كل مكان .. ونعاهد الله والوطن نحن كتائب سيد الشهداء باننا سنبقى اوفياء لرسالتنا ولأوطاننا وشعبنا حتى ظهور الامام المهدي (عج) لنكون جنوداً تحت رايته وامرته عليه السلام …

ومن فتح .. الى فتح ..

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

شارك المقال