يوما بعد يوم، تنكشف بعض الاسرار عن العلاقات الخفية وشبه الخفية بين السعودية والامارات من جهة وبين الكيان الصهيوني، وأحدث هذه الاسرار تمثل في تقرير للصحفي البريطاني البارز، ايان بلاك.
يشير الصحفي البريطاني الشهير، في تقريره، الى تحول الاتصالات بين السعودية والامارات والكيان الصهيوني الى تعاون امني استخباراتي يتمركز في تحويل العداء الى الجمهورية الاسلامية الايرانية، بدلا من الكيان الصهيوني.
كما يشير التقرير الى الاجتماع بين رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الاسبق، بندر بن سلطان وبين رئيس الوزراء الصهيوني في وقته، ايهود اولمرت. هذا الاجتماع الذي تم التمهيد له من خلال المبادرة العربية التي اعلنتها السعودية في قمة بيروت (عام 2002) لحلحلة القضية الفلسطينية.
ويبدو ان دولة الامارات، قطعت شوطا طويلا في مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني، ففي 2009 أقام وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد علاقات شخصية مع وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة، تسيبي ليفني! الهدف منها مواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية. وكذلك تأتي لقاءات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في 2015 مع القادة الاماراتيين في قبرص، وذلك بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران والقوى العالمية الست (اميركا وروسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا) في تموز/يوليو 2015. ويبدو في هذه المرة ان القاسم المشترك كان الاستياء من الاتفاق النووي، الذي كان يعد حينها نصرا دبلوماسيا لإيران.
وتمثل أحد مجالات التعاون الاستخباراتي والامني بين الكيان الصهيوني والامارات، في تزويد شركة “اي.جي.تي” الصهيونية دولة الامارات بطائرات بدون طيار ومعدات مراقبة تبلغ قيمتها 800 مليون دولار.
ونفس الامر مع السعودية، اذ ان هناك مجالات عديدة جسدت التعاون المتنامي بين الرياض وتل ابيب، ففضلا عن اللقاء مع رئيس الوزراء الصهيوني السابق ايهود اولمرت، فقد التقى بندر بن سلطان مع مدير الموساد السابق، مائير داغان، وتم الاتفاق على التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية. وقد زار دغان الرياض في 2010 الامر الذي عزز العلاقات بين الجانبين اكثر فأكثر. واللقاءات بين مسؤولين صهاينة وسعوديين كثيرة لعلها تصعب على الحصر، ونشير الى نماذج بما فيها: عدة اجتماعات بين رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق، خالد الحميدان ومدير الموساد يوسي كوهين في العقبة.
ولم ينحصر التطبيع بين الكيان الصهوني وبين كل من الامارات والسعودية على الجانب الاستخباراتي، بل انسحب على المجالات التجارية، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري مليار دولار عبر دول اخرى، وهو مرشح للارتفاع ليصل الى 25 مليار دولار سنويا.
ان من الواضح ان الاستعمار البريطاني عندما منح فلسطين للكيان الصهيوني، كان قبل ذلك قد زرع أنظمة في المنطقة توفر الحماية وهامشا آمنا لهذا الكيان، ومن هذه الانظمة السعودية والامارات، فكل من يتابع تاريخ هذه الانظمة يشاهد بشكل واضح الدور البريطاني في تأسيسها، فلا عجب اذا رأينا التطبيع بينها وبين الكيان الصهيوني، ومن المتوقع ان يحل يوم يتم فيه الاعلان رسميا عن هذه العلاقات وتبادل السفارات.