• img

رعب الصهاينة من تغيير حزب الله ستراتيجيته في الحرب المقبلة

يونيو 09, 2014
رعب الصهاينة من تغيير حزب الله ستراتيجيته في الحرب المقبلة

تحدث الخبير العسكري الصهيوني “عاموس هارئيل” معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هاآرتس” الصهيونية عن سيناريو للحرب المقبلة المحتملة مع “حزب الله لبنان” ، و أعرب عن مخاوفه و قلقه البالغ من تغيير “حزب الله” لاستراتيجيته العسكرية في حربه المقبلة مع كيانه الغاصب للقدس .

وأفاد تقریر خاص بأن “عاموس هارئیل” حاول تحلیل سیناریوهات حرب مقبلة یحاول فیها “حزب الله” استعادة منطقة الجلیل المحتلة ، وکتب أن على الجیش «الإسرائیلی» الاستعداد لاحتمال کهذا فی المستقبل. واکد “هارئیل” فی مقالته أنه رغم تضاؤل احتمالات الحرب المخطط لها فی السنوات الأخیرة بین «إسرائیل» وأی من جاراتها ، فإن خطر الحرب غیر المتوقعة ما زال قائماً، خصوصا مع “حزب الله” فی لبنان . ویبین هذا المحلل العسکری أن الردع المتبادل الذی قام فی سنوات ما بعد حرب لبنان الثانیة اهتز کما بدا من الهجمات فی العام الأخیر وسلسلة عملیات “حزب الله” فی مزارع شبعا وهضبة الجولان السوریة المحتلة . و اشار الى ان حزب الله سیحاول خوض حرب استنزاف من خلال تکرار الاستراتیجیة التی ضمنت له ما یشبه التعادل مع الجیش «الاسرائیلی» فی حرب 33 یوما فی 2006، وهی النصر بواسطة عدم الهزیمة . وتابع هذا المحلل العسکری بان حزب الله یرى انه انتصر فی المعرکة لحقیقة انه واصل اطلاق صواریخ على «اسرائیل» طوال 34 یوما ولم یرفع رایة بیضاء أمام الجیش «الاسرائیلی» فی جنوب لبنان . ولهذا منطقی أن حزب الله یرید فی المرة المقبلة ایضا تکرار ذلک الانجاز بخوض حرب استنزاف باطلاق عشرات آلاف الصواریخ مدة طویلة نسبیا ، وفی الوقت نفسه عرقلة عمل الجیش «الاسرائیلی» داخل لبنان لیمنع تحقیقه نصرا حاسما . ونقل “هارئیل” عن مقالة مهمة نشرت مؤخرا فی المجلة العسکریة “معرخوت”، عرض فیها ضابط استخبارات، هو المقدم ن. سیناریو بدیلا. وترى المقالة وجوب أن تأخذ «اسرائیل» فی حسابها احتمال تغییر “حزب الله” لاستراتیجیته . و یکتب ن. انه توجد دلائل على أن “حزب الله” یفکر بالعمل على تقصیر مدة المعرکة فی المرة التالیة باجراءات بریة فی داخل کیانه . وینسب ن. ذلک إلى تصریحات بعض قادة حزب الله بشأن خططها لاستعادة الجلیل ویرى أنه رغم أن هذه التصریحات تبدو ایذائیة غیر واقعیة، فانه یجب على «اسرائیل» أن تعطیها الوزن المناسب لأنها قد تشهد على مقاصدها. وبحسب هارئیل، فقد أحسن المقدم ن. تحلیل ما وقع فی 2006عندما کتب أن استراتیجیة “النصر بواسطة عدم الهزیمة” عبرت عن فهم عمیق لدى “حزب الله” عن تفوق الطرف «الاسرائیلی» ، ومع ذلک فان “حزب الله” ادرک مع ذلک ایضا نقاط ضعف «إسرائیل» خصوصا الحساسیة المفرطة تجاه الضحایا على الجانبین، وعدم الرغبة فی إطالة أمد المعرکة والحاجة الى تحقیق نصر حاد واضح . و لذلک أراد “حزب الله” إطالة القتال وإظهار صموده حتى النهایة . وتابع هارئیل موضحا ، وفی نظر المقدم ن. تُرجمت هذه الافکار الى ثلاثة مبادئ عملیة : وهی تحسین قدرة الاحتمال والصمود، وضرب الجبهة الداخلیة «الاسرائیلیة» ، وبناء قدرة على عرقلة تقدم الجیش «الاسرائیلی» . وواصل “حزب الله” بعد الحرب تعزیز قدراته العسکریة فی اطار تلک التوجهات التی کانت تمیزه فی الحرب وفی أساسها فکرة الاستنزاف . وفی الوقت نفسه، یستعد الجیش «الاسرائیلی» لمواجهة عسکریة اخرى ببناء قوته التی تقوم على فهم نوایا “حزب الله” ولذلک تطمح «اسرائیل» الى تقصیر أمد المعرکة والى أن تضرب بصورة سریعة دقیقة أهدافا کثیرة لحزب الله بقدر المستطاع ، وأن تقلص قدرته على ضرب الجبهة الداخلیة .

وحول تغییر حزب الله لاستراتیجیه الحربیة ، اعتبر المقدم ن. أن “حزب الله” بدأ فی 2011 یعبر عن فکرة تجاوز استراتیجیة الاستنزاف . فقد نشر فی موقعه الرسمی على الانترنت عرضا تحت عنوان : الجلیل مکان المواجهة التالیة مع العدو . و یرى ن. أن تلک شبه خطة عملیاتیة لاحتلال الجلیل تشمل وصف تضاریس الجلیل و المدن المرکزیة فیه وأهدافا یمکن الهجوم علیها (قاعدة تنصت، وقواعد سلاح الجو ومصافی النفط فی حیفا وغیرها) . و بعد ذلک بسنة هدد الامین العام لـ “حزب الله” السید حسن نصر الله، فی عدد من خطاباته ، بأنه سیأمر مقاتلیه “باحتلال الجلیل”. وفی آب 2012 جرى تمرین کبیر لـ”حزب الله” بمشارکة نحو من 10 آلاف مقاتل، وجاء فی الصحف اللبنانیة أن التمرین اشتمل على سیناریو هجوم على الجلیل. ویعتقد المقدم ن. أن السؤال الضروری لیس هل أن “حزب الله” قادر على تنفیذ هذه الافکار، بل ما الذی تدل علیه حقیقة انشغاله بها . وهو یرى ذلک اشارة تحذیر إلى تغیر المبدأ القتالی عند حزب الله ، وینسب التغییر الى التحولات الجوهریة التی حدثت فی المحیط الاستراتیجی الذی یعمل فیه الحزب . إن هذه التحولات تضطر “حزب الله” الى تغییر رؤیته ، من محاولة إطالة مدة المعرکة الى محاولة تقصیرها بقدر المستطاع. ومع ذلک یرى المقدم ن. أن “حزب الله” یفضل التمسک بالاستراتیجیة القدیمة، لکنه یأخذ فی حسابه تغییرات السنوات الاخیرة. وباختصار، فان “حزب الله” یشارک الآن مشارکة أکثر فاعلیة فی الساحة السیاسیة اللبنانیة ، وهذه حقیقة تلقی علیه مسؤولیة عما سیحدث فی الدولة اذا هاجمتها «اسرائیل» . وکان “حزب الله” فی الماضی، وفق المقدم ن. یعتمد على تصور عام عبرت عنه خطبة السید نصر الله الشهیرة فور انسحاب الجیش «الاسرائیلی» فی 2000 وهو أن المجتمع «الاسرائیلی» یشبه “بیت العنکبوت” وهو غیر قادر على تحمل خسائر. واصبح “حزب الله” فی الوقت الراهن أقل ایمانا بامکان أن یتدخل المجتمع الدولی من اجلها لیوقف الحرب.

 

وتطرق المقال الى موضوع استفادة “حزب الله” من التجربة السوریة ، وتشیر المقالة إلى استفادة “حزب الله” من تجربة حربه فی سوریا ، وترى أن المشارکة فی الحرب فی سوریا  تقرب الحزب من تبنی تصورات هجومیة فی معرکة على «اسرائیل» ایضا . و معنى ذلک أن “حزب الله” قد یسعى الى مواجهة عسکریة من نوع مختلف ، فبدل الرد على المبادرة «الاسرائیلیة» ومواجهة الطوفان، تکون المبادرة الهجومیة والاجتیاحات البریة وهجوم أکثر تنوعا على أهداف فی داخل الارض المحتلة . و تخلص المقالة إلى أنه اذا غیر “حزب الله” استراتیجیته حقا ، فستکون لذلک آثار جوهریة بالنسبة لـ«اسرائیل» لأن الجیش «الاسرائیلی» سیضطر لأن یأخذ فی حسابه امکان أن یحاول “حزب الله” تقصیر مدة المعرکة بفرض وقائع على الارض مثل اجتیاح بلدة فی الجلیل ، أو إعداد الجبهة الداخلیة لهجوم مرکز على الحدود، والاستعداد ایضا لاحتمال مبادرة “حزب الله” بهجوم مفاجئ قد یکون محاولة لانهاء الحرب قبل أن تبدأ بالفعل ، ولهذا السبب ینبغی على «اسرائیل» الاستعداد لمواجهة خطط “حزب الله” المقبلة.

شارك المقال