• img

السيد الحوثی يدعو لإقامة وقفات تضامنية ومناصرة للشعب الفلسطيني غدا

يونيو 05, 2025


الموقع الرسمي ل/كتائب سيد الشهداء/

توجه قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بالتهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى إلى حجاج بيت الله الحرام، وإلى الشعب اليمني، ومجاهديه المرابطين في كافة الجبهات، والوحدات، والتشكيلات العسكرية والأمنية، في القوات المسلحة، وسائر الجهات الرسمية، وإلى الأمة الإسلامية كافة، وفي المقدمة الشعب الفلسطيني المظلوم، ومجاهديه الأعزاء.

فيما يلي نص التهنئة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، نتوجه بأطيب التهاني والتبريك إلى حجاج بيت الله الحرام، وإلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ومجاهديه الأعزاء المرابطين في كافة الجبهات، والوحدات، والتشكيلات العسكرية والأمنية، في القوات المسلحة… وسائر الجهات الرسمية، وإلى أمتنا الإسلامية كافة، وفي المقدمة: الشعب الفلسطيني المظلوم، ومجاهديه الأعزاء.

لقد أتى عيد الأضحى هذا العام، والشعب الفلسطيني المظلوم يعيش مأساة لا مثيل لها على وجه الأرض، نتيجة للإبادة الجماعية والتجويع، ومختلف الجرائم البشعة والوحشية، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، بشراكة أمريكية، وتخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق.

إن التخاذل المخزي من المسلمين في البلاد العربية وغيرها، والتواطؤ من بعض الأنظمة العربية والإسلامية، تجاه ما يرتكبه اليهود الصهاينة من إبادة جماعية، وتجويع، وتعطيش، وجرائم فظيعة متنوعة ضد الشعب الفلسطيني على مدى عشرين شهرا، هو وصمة عار، وتفريط عظيم في مسؤوليتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية، في الجهاد في سبيل الله تعالى، ونصرة المسلمين المظلومين، المضطهدين، والتصدي لعدوان الكافرين، المستكبرين، الظالمين.
ومع التفريط تجاه مأساة الشعب الفلسطيني في غزة، وزر التفريط تجاه ما يجري من خطر على المسجد الأقصى الشريف (قبلة المسلمين)، على مدى سبعة عشر شهرا، ومسرى النبي محمد “صلى الله عليه وعلى آله”، وأحد أهم المقدسات الإسلامية، وهو يتعرض لأكبر الانتهاكات بشكل شبه يومي، في التدنيس المتعمد لباحاته، والاقتحامات المستمرة له، والمجاهرة بالكفر، والإساءة إلى نبي الإسلام من ساحاته، وممارسة الرقص والسخرية من الأمة الإسلامية، مضافا إلى ذلك: الاعتداءات الغاشمة على الشعب الفلسطيني بكل أشكال الاعتداءات في الضفة الغربية، من: قتل، واختطاف، ونهب، وتدمير للمنازل، وتجريف للمخيمات، وإحراق للمحاصيل الزراعية وللسيارات، واعتداء بالضرب على النساء، وتعذيب للأسرى والمخطوفين في السجون… وغير ذلك مما يتعرض له الشعب الفلسطيني من الظلم في مختلف أنحاء فلسطين، ومنذ بداية الاحتلال البريطاني ومن بعده، وبدعم ومساندة من اليهود الصهاينة على مدى أكثر من قرن من الزمان.

ورغم أن العدو الصهيوني ارتكب جريمة التهجير القسري للملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، ويسعى باستمرار لتضييع حق العودة عليهم، فإنه لم يكتف بذلك، وهو يسعى وبشراكة أمريكية معلنة، وتوجه مفضوح مكشوف إلى تهجير ملايين الفلسطينيين من غزة والضفة، ويسعى إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية المتبقية في الضفة، بما أعلنه من إنشاء مغتصبات إضافية، في تنكر تام لكل الاتفاقيات والقرارات والمبادرات، وبما يكشف لكل المخدوعين والمراهنين عليها أن لا جدوى منها، ويدل بشكل واضح وقاطع على حتمية خيار الجهاد في سبيل الله تعالى، والأخذ بأسباب النصر والتأييد الإلهي، والإيمان بوعد الله الحق في مآلات وخاتمة هذا الصراع، بدلا من الاستمرار في مسار الخنوع، والتفريط، ودفع الأثمان الباهظة، وتحمل الأوزار العظيمة، في الإصرار على التفريط والتخاذل الذي وصل إلى درجة اندهاش الشعوب والأمم الأخرى من ذوي الضمائر الإنسانية، كما أنه في كل يوم يمر، وبقدر ما تزداد فيه معاناة وأوجاع ومأساة الشعب الفلسطيني، يضاف وزرا على وزر على أمة الملياري مسلم.

إن المخاطر الكبرى للتخاذل في أطماع الأعداء في هذه الأمة، وتحفيزهم على تنفيذ مخططاتهم العدائية ضدها، وفي الوعيد الذي توعد الله به المتخاذلين المتربصين في القرآن الكريم، كل ذلك ينبغي أن يكون دافعا للتحرك الجاد والصادق في كل المجالات لنصرة الشعب الفلسطيني، وإلا فماذا ستقول أمة الملياري مسلم يوم تقف بين يدي الله “سبحانه وتعالى” يوم القيامة لتبرير هذا التخاذل، وقد أعرضت عن كتابه، وتجاهلت وعده ووعيده؟!

إن المحرقة الكبرى في غزة، وجريمة القرن التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، تستوجب النفير والموقف الصادق من أمتنا الإسلامية، وإذا لم تتحرك؛ فإنها تعرض نفسها حتما لسخط الله، وللعقوبات الشديدة التي توعد بها في القرآن الكريم، ولو لم يكن للمتخاذلين المتربصين إلا قوله تعالى: {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}[التوبة:24]، وللمتثاقلين المتهاونين إلا قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل (38) إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير}[التوبة:38-39].

إن أمتنا الإسلامية أحوج ما تكون إلى العودة إلى القرآن الكريم؛ لتحيا به من جديد، وتستعيد كرامتها الإنسانية، وعزتها الإيمانية، وتحررها من الطاغوت، ولتكون صلتها بشعائرها الدينية ومناسباتها المباركة، صلة بما فيها من عطاءات تربوية:

  • ففريضة الحج لو أقيمت وفق ما جعلها الله عليه، وما أراد لها من غايات؛ لكانت كفيلة بتغيير واقع الأمة بكله.
  • وعيد الأضحى يخلد لنا أعظم ذكرى في التضحية والعطاء والفداء، وفي التسليم لله تعالى، والتسامي الأخلاقي، في درس قدمه معلم الإنسانية الكبير، خليل الرحمن ونبيه إبراهيم، وابنه نبي الله إسماعيل “عليهما السلام”.
  • وتكبير التشريق يرسخ في نفوس الأمة عظمة الله تعالى وكبرياءه فوق كل شيء، والثقة به، والتعظيم لدينه وهديه، الذي يرتقي بالأمة لتكون كبيرة وعظيمة في مواجهة أولياء الشيطان، وتتخلص من عقدة الذل والخنوع للمستكبرين.

إن الأعياد الإسلامية هي مناسبات مقدسة ومباركة للفرح بفضل الله تعالى، وبأداء شعائره وفرائضه العظيمة، وبتعزيز روابط المحبة، والإخاء، والتضامن، والتعاون بين المسلمين، والإحسان إلى الفقراء والمحرومين، والتمجيد لله، والإكثار من ذكره.

إنني أدعو شعبنا العزيز إلى إقامة وقفات تضامنية ومناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، بعد الفراغ من صلاة وخطبتي عيد الأضحى المبارك في مختلف المناطق، وأدعو إلى مواساة الفقراء والمحرومين.

نسأل الله أن يعيد هذا العيد على أمتنا بالخير واليمن والنصر والبركات، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، ويفرج بعاجل الفرج عن أسرانا، وأن يعجل بالفرج والنصر للشعب الفلسطيني المظلوم، ومجاهديه الأعزاء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛

شارك المقال