بغداد/المصدر نيوز/..يرى مراقبون ان دور العشائر السنية يتسم بأهمية بالغة لا من الناحية العسكرية ومعرفتها بالمناطق التي تحاول القوات العراقية طرد مسلحي داعش منها فحسب بل ولمنح حكومة العبادي فرصة كي تثبت بالدليل الملموس سياستها في الاستجابة لمطالب السنة الذين استغل “داعش” استياءهم من التهميش والاستبعاد خلال الفترة السابقة.
وفي هذا الاطار عقد العبادي سلسلة اجتماعات مع شيوخ عشائر سنية في العراق والاردن. ونقلت وكالة فرانس برس عن رافد جبوري المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء قوله “ان العبادي يؤمن بأن دور العشائر دور أساسي وحاسم في محاربة الارهاب”. واضاف الجبوري ان الاتصالات مع شيوخ العشائر مستمرة وان رئيس الوزراء استقبل خمسة وفود من عشائر الانبار والموصل وصلاح الدين في غضون اسبوعين. وقال العبادي في احد هذه اللقاءات مع وفد من عشائر الانبار “ان مطالباتكم بالسلاح والعتاد، نحن مستعدون لتوفيرها”.
عضو مجلس النواب عن تحالف القوى الوطنية اكد الشيخ غازي الكعود الذي أكد ان الجيش بمفرده لن يتمكن من تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة داعش من دون مساندة العشائر، ومن هنا تأتي أهمية تسليحها على ألا تصبح ميليشيات بل عنصرا مكملا للمنظومة الأمنية، منوها بالتقدم الذي حققه الجيش في بيجي ومحافظة صلاح الدين عموما بإسناد من العشائر.
ولكن الكعود شدد على ضرورة توفير ضمانات لمقاتلي العشائر كي لا تتكرر تجربة الصحوات عندما اصبح رجالها مطلوبين جزاء محاربتهم تنظيم القاعدة وملاحقة مسلحيه.
وشدد عضو مجلس النواب عن التحالف الوطني حبيب الطرفي على ضرورة ان تقوم العشائر في المحافظات الغربية والموصل بالدور الرئيسي في تحرير مناطقها من داعش لأنها أدرى بشعابها وتضاريسها وهي المتضررة الأولى من وجود داعش فيها لا سيما وانها قامت بدور كبير في طرد تنظيم القاعدة من ديارها سابقا.
واشار الطرفي الى وجود اصوات تؤيد وجود قوات أجنبية على الأرض ولكنه حذر من ان هذا لن يكون لصالح العشائر في المناطق الغربية التي سيكون لدورها في تحرير مناطقها وقع طيب بين العراقيين عموماً وحتى على الأجيال المقبلة التي ستفخر بأن “الآباء حرروا ارضهم من داعش”.
الخبير المختص بشؤون الجماعات المسلحة هاشم الهاشمي رأى لوكالة /المصدر نيوز/ ان العشائر وسكان المناطق التي ترزح تحت سيطرة داعش حاليا يتمتعون بأفضلية على قوات الجيش النظامي وحتى القوات الخاصة هي معرفتهم التي تشكل مصدر معلومات ثمنية ومسك الأرض بعد تطهيرها مؤكدا أهمية الاستعداد لهذا المرحلة بتلبية المطالب التي رفعها اهالي المناطق الغربية منذ فترة طويلة.
الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي لوكالة /المصدر نيوز/وصف دور العشائر بالحيوي والفاعل، اولا في قدرتها على رصد تحركات داعش وتقدير قدراته ومعرفة تسليحه وبذلك توفير معلومات لا غنى عنها للجيش النظامي، وثانيا في رفد المجهود العسكري بالمقاتلين من ابنائها الذين يعرفون كل شبر من الأرض.
ونفى الشريفي وجود تحسس بين عشائر المناطق الغربية السنية إزاء وجود ميليشيات شيعية من قوات الحشد الشعبي في مناطقها قائلا ان الحقائق القائمة على الأرض تثبت خلاف ذلك بعد ما تقدمت الروح الوطنية العراقية لتنحي البعد الطائفي جانبا، كما حدث في الضلوعية ويحدث الآن في الانبار ، بحسب تعبيره.
رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي اشار لوكالة /المصدر نيوز/ الى وجود رؤية جديدة لدور العشائر كقوة ضاربة ضد داعش لكنه اضاف ان هناك مصاعب ناجمة عن رفض العشائر المقاتلة على الجبهة الجلوس مع عشائر متواطئة مع داعش معربا عن اقتناعه بامكانية تذليل هذه المصاعب في اطار التوجه نحو معالجة ملف المصالحة الوطنية حلا جذريا.
وتوقع الهاشمي ان يعود ابناء العشائر الى اعمالهم الاعتيادية ما ان ينتهي الوضع الاستثنائي الذي فرض عليهم القتال معترفا في الوقت نفسه بأن جمع السلاح الذي وزعته الحكومة عليهم سيكون مهمة شاقة.ولكن الهاشمي اعتبر ان الاستعانة بالعشائر والتفاهم معها في اجواء الغضب على ارتكابات داعش خطوة اولى نحو المصالحة الوطنية وتعزيز الأمن وإعادة اللحمة الى نسيج المجتمع العراقي بعد ما اصابه من ضعف بسبب النزاعات الطائفية على حساب المصلحة الوطنية.
قال مبعوث الأمم المتحدة الى العراق نيكولاي ملادينوف في تقريره الى مجلس الأمن الدولي ان 10 آلاف مدني عراقي على الأقل قُتلوا هذا العام وُهجر 1.9 مليون آخرين واصفاً المرحلة التي يمر بها العراق حاليا بأنها “أوقات مدمِّرة للبلد”.