• img

قصة مقاوم ..

أبريل 14, 2016
قصة مقاوم  ..

كنت اتصفح الانترنت وانا اجول بخاطري الى اين نسير مع كل هذه التخبطات .فلفت انتباهي شخصيه قيادية تناقلت صوره الصفحات مع بشارات النصر وطرد الدواعش ..فتَمعنتُ بصاحب الصورة لان شيئاََ ما جَذَبنَي له كأني أعرفُ هذا الانسان ..شّدَني له ذلك الهُدوء الغريب الذي يَطغي على قسماته والشموخ في نظراته التي كأنها تعانقُ السماء وعدت النظر في الصوره مرات ومرات لأنها ذكرتني بشخصِِ عَرِفتُه منذ زمن . قَرّبتها .. نعم ، نعم هو هو …واخذتني ذاكرتي لأيامِِ وسنين ليست بعيدة في فترة رغم ظلامها الظاهري لكنها كانت تحمل كل معاني النور الروحي ..هناك في غرب بغداد كانت الاسوار العالية تحيط بزنازين مغلقة بعضها ظاهر على الارض وبعضها طُمِرَ تحت الارض سمي بالقافات قد سُجِن فيها خيرة الرجال ممن رفضوا الذل والهوان والاستعباد ..رجال لا جرم لهم سوى انهم قالوا لا لأكبر دكتاتور عرفه التاريخ الحديث ..ومن بين اولئك الرجال كان شاب في مقتبل العمر يحمل ارادة خفيه . روحه جمعت بين المرح والجرح ..من اقترب منه لمس فيه الايمان قلبا وقالبا …صوته الشجي يسحر من حوله وهو يرتل الايات ..جذب سحر خُلُقِه كل من حوله ..احبه كل من تحدث اليه ..رغم ذلك الهدوء والسكينة ..كان بداخله غضب وبركان من الرفض الجامح لسلطة الاستكبار ..ورغم كل محاولات الترهيب التي كانت تُمارَس بحق السجناء إلا أنها لم تكبح جماحَ شجاعته ..لم يعرف الخوف یوماََ. ورغم ارتجاف الجميع وهلعهم حين كان يعتلي المقصلة في كل مرة الا ان قلبه لم يرتجف وكانه كان على يقين بأن الموعد للرحيل لم يحن …نعم كنا نتحير عن سبب تأجيل إعدامه في كل مرة .اليوم وفقط اليوم عرفت ان العناية الالهية هي التي اجلته لانها ادخرت هذا الشاب لمسؤولية قيادة عظيمة ..نعم هو ذاته ..بنفس الكبرياء ..بنفس السماحة في تقاطيع وجهه التي غيرت منها السنين وتلك الابتسامة التي كانت تحمل طهارة القلب هي ذاتها لم تغيرها الالام بما حفرت من اثار الشجون والصعاب ومالونته الاحزان فاشتعل الشيب ليكتب رسالة مازالت مفتوحة انه طريق الجهاد الذي لايعرف المستحيل ، طريق الجهاد الذي شق من السجون والمقاصل دربا الى السواتر والنصر مصيرا …نعم انه القائد المجاهد الحاج ابو الاء الولائي

الف تحية لك تحمل عبق زنزانة لطالما تعطرت بانفاس تلاوتك لكتاب الله وادعية العترة ..سلاما لك من رفاق الدرب الذين لم ولن ينسوا انك قبل ان تكون قائدا كنت الواعظ والمربي …

بقلم وريث سجين سياسي

صوت الشهيد

 

 

شارك المقال