بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ))
صدق الله العلي العظيم
أيها الإخوُة أيتها الأخوات .. بكلَّ عناوينِكم وأسمائِكم .. وانتم يا قادةَ حشدِ اللهِ ..
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتهِ ..
سعادتُنا كبيرةٌ أن نلتقي في ذكرى (( يومِ شهيدِ كتائبِ سيدِ الشهداءِ ع ))، وشاءَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى أن يوافقَ هذا اليُومُ مع ذكرى استشهادِ الإمامِ جعفرِ الصادقِ “ع”.
في الـ ( 25 ) من شهرِ شوالِ لما في العنوانينِ من مشتركاتٍ ومعانٍ تَحملُ روَحَ الصبرِ ومقارعةِ الظلمِ والظالمين.
لا نملكُ ونحنُ نتطلعُ في هذهِ الوجوهِ البهيّةِ النضرةِ الحالمةِ إلاّ أن نشكر اللهِ سبحانَهُ وتعالى الذيِ أيدنا ببركةِ الإمام المهدي ( عج ) وأكرَمنَا بمرجعيةٍ رشيدةِ تهدينا الصوابَ وتسددُّ خطانا على طريق الحق, آملين أن نوفي العهد لها في نصرة ديننا ووطننا وأهلنا وان تطاع دعواتها, فهي ليست لجهة بعينهِا بلْ هي ملكٌ لكلَّ العراقيين ,وان نكرّرَ شكرَنا للهِ على هذه الثلةِ من رجالِ الدولةِ والمقاومةِ وقادةِ الحشد، ومناصريهم ، شاءَ ربُّ العزةِ أن يكون النصرُ على أيديهم.
أيها الحضوُر الكرامُ .. إن معركتَنا مع الإرهابِ ما زالت طويلةً وفي غَمْرةِ هذه الحروب نجُد أنَّ بارزاني يتربصُ الفرصَ, ويعملُ على تقسيم العراق , داعياً الى إجراءِ الاستفتاءِ, الذي أجمعَ العالمُ على رفضهِ, مثلما يرفضُهُ الشعبُ العراقي وبالأخصِ الشعب الكورِدي, ولم يكتفِ بل وعمِدَ الى قضْمِ أراضٍ جديدةٍ وضمَّها الى الإقليم , حيث سيطرَ على مساحةِ 2800كم2 من مساحةِ الساحلِ الأيسرِ للموصلِ, ليبقي لنا فقط مساحة 800كم2 !! لذا ومن هذا المكان وأمامَ هؤلاء الرجالِ من صنّاعِ النصرِ, نناشد المعنيين في الحكومةِ العراقيةِ أن يضعوا حدَّاً لهذه التجاوزات , واستعادةِ الاراضي المغتصبة !! .
في ذاتِ الوقتِ الذي أعلَنْا فيه عن تحريرِ الموصلِ , علينا أن نفكّرَ كيفَ نحررُ إنسانَها, فقد فرضَ الإرهابِ أفكارَهُ على عددٍ ليس بالقليلِ منهم, وخاصةً الفئاتُ العمريةُ من الصغارِ, وهذا الأمرُ يحتاج الى إعادةِ تأهيلِ الإنسان, عبْرَ برنامجٍ ثقافي قبل إعادته الى المجتمع , والتحذير ممن يستغلون منابر المساجد للأفكار الخطيرة التي تشعل الفتن باسم الدين .
إخوتي .. أخواتي ..
انتفضَ العراقيونَ وانتفض الحقُّ مَعَهمْ، وجاءتْ البيارقُ تَتْرى فوقَ هاماتِ الرجالِ مطرّزةً بأبهى وأقدس الأسماء التي حملت معاني الإيمانِ باللهِ وبرسلهِ وأنبيائهِ وأئمتهِ المعصومينَ وأصحابِهم الغرَّ الميامين ..
ونجد أنفسنا أمام مسؤوليةِ كبيرةِ في الحفاظِ على حقوقِ أبنائِنا منِ مقاتليِ الحشدِ الشعبي، وعلى حقوقِ الشهداءِ عبر قوانين ضامنةِ .. كما نأملُ الاهتمامَ بمقابرِ الشهداءِ وجعلها روضة يئمها الزائرون إكراما وإجلالا واقتداءاً .
فيما ندعو هيئة الحشد الشعبي أن تؤسس لمتحف يعنى بمقتنيات أبناء الحشد الشعبي، ومآثرهم وانتصاراتهم .
ونعتقد أيها السادةُ الحضورُ .. ونحنُ نتجهُ للنصرِ النهائي على الإرهابِ، إننا سنواجهُ تحديات كثيرة، من توابع الإرهاب وممن أزعجهم هذا النصرُ، سيعملونَ ليلَ نهارَ من اجلِ إضعافِنا والتقليلِ من حجمِ نصرِنا .
ونقولُ لكلَّ أجنبي طامع لا نقبل تواجد قواعدِ عسكرية، فنحن قادرين على أن ندافع عن وطننا وسيادته، ومن يفكر غير ذلك ستكون لنا معه صولةً ذاقَ هو مرارتِها من قبل .
أيها السادة، لقد وضعنا للنصرِ مثابةً سننطلقُ منها الى كافة الميادين، فجذوة النصر التي في نفوسِ قادتنا ومقاتِلينا من أبناءِ المقاومةِ والحشدِ هي التي ستصنع للوطن مستقبلاً مشرق ..
فلسنا فقط محاربين أشداء، بل بناة حضارة ومجد، سنذهبُ الى ميدانِ العملِ، ونبدأ بأولِ عدوٍ لنا وهو الفسادُ الإداري والمالي والذي نخَر جذعَ البلدِ، وأماتَ عصبَ التنميةِ وفرطِ بسمعتِنا .. ولا نرى من العدلِ والإنصافِ أن يسكنَ العشوائياتِ والتجاوزاتِ، رجالٌ لبوا نداء الله والمرجعية ونساءٌ زغردنَ على نعوشِ الأبناء من الشهداء .. فكما نصروا الوطن سننصرهم بالبناء والإعمار، ونبقى مقاومين في الحرب والبناء، أسوة بالدول التي انتصرت في الحرب وعادت لتبني وتعّمرِ وتصنعَ أوطاناً بحجمِ النصرِ ..
نحن كفصيلِ مقاومِ (( كتائب سيد الشهداء )) رفعنا شعار ” المقاوم المدنيِ ” ليكون مشروعَ وطنٍ في صناعة دولةٍ قويةِ متحضرةِ تليقُ بتاريخ العراق ومجدهِ ..
(( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ))
أيها السادة الحضور .. إن دعوةَ كتائبِ سيدِ الشهداءِ لحضرتِكم الى هذا الحفلِ التأبيني في ذكرى (يومِ الشهيدِ) هي دعوةٌ للتألقِ والمحبةِ والعرفانِ لجميع شهداءِ الفصائلِ المسلحةِ المقاومةِ ولقواتِنا الأمنيةِ بكلِّ صنوفِها . فما كان نصرُنا على الإرهابِ لولا هذه العزيمةُ والهمةُ التي اشتركَ بها الجميعُ فانتصرنا .. وسنبقى نردّدُ ونرددُ (( منتصرون.. منتصرون.. منتصرون )) .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
احمد الموسوي
نائب الأمين العام لكتائب سيد الشهداء
الأربعاء 24/ شوال/ 1438