• img

يوم القدس العالمي.. الدوافع والفوائد!

مايو 29, 2019
يوم القدس العالمي.. الدوافع والفوائد!

لم يكن تشكيل الكيان الصهيوني مجرد صدفة، بل جاء ضمن مخطط مدروس تم تكريس عقود مضنية من العمل مع انفاق اموال ضخمة، لهذا المخطط، وتمت تهيئة الظروف لتنفيذه من خلال صفقات مشبوهة مع الانظمة الخائنة.

ولذلك ومنذ تأسيسه قبل اكثر من 70 عاما، بذلت جبهة الاستكبار كل ما اوتيت من قوة لتوفير الامن والحماية للكيان الصهيوني اللقيط، بل عمل على تأسيس انظمة في المنطقة توفر له الحماية التي كانت في الماضي سرية وخفية، واليوم اصبحت علنية، ومن هذه الانظمة نظام آل سعود، الذي يتحدث باسم الاسلام، ولكنه يطعن بالاسلام والمسلمين، ويقدم اكبر الخدمات للكيان الصهيوني.

ورغم كل هذه المؤامرات التي كانت السعودية ضلعا فيها، في تمزيق الصف العربي، والاسلامي، الا ان هذه المؤامرات لم تتمكن عن مسح فلسطين وقضيتها من ذاكرة الامة، ولا من ضميرها، فبقيت هذه القضية حاضرة على مدى العقود يتوارثها جيل بعد جيل. الى ان مكّن الله الشعب الايراني بانتصار ثورته، فكان اول ما قام به الامام الخميني (رض) ان اعلن بعد اشهر من انتصار الثورة، اعلان يوما عالميا للقدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك، وهذا كان اختيارا محنكا له دوافع عديدة.

من هذه الدوافع، الدفاع عن العالم الاسلامي، لن المستهدف ليس فقط فلسطين، بل عامة العالم الاسلامي، والمخطط يرمي لتمزيق المسلمين وتشتيتهم ونهب ثرواتهم. وقد نجح الامام الخميني الراحل (رض) في بث روح جديدة في القضية الفلسطينية، وتوسيع نطاقها من النطاق العربي الضيق الى النطاق الاسلامي الواسع، بل الى نطاق البشرية جمعاء. فأصبح يوما لكل الاحرار الذين تنبض ضمائرهم نصرة للحق ضد الباطل.

ان الكيان الصهيوني وبمطامعه التوسعية من النيل الى الفرات، يهدف فيما يهدف الى طمس المعالم الاسلامية، ومحاربة الثقافة الاسلامية، من خلال نشر الثقافات المنحرفة، ومن خلال دعم الفكر التكفيري المتطرف، الذي هو امتداد للثقافة اليهودية الحاقدة.

لذلك فالعدو رقم واحد للمسلمين، هو الجبهة الصهيونية الاستكبارية، التي تقتل الشعوب وتحاول الهيمنة عليها بشتى السبل، وان اي تصدٍ لهذه الجبهة هو جهاد في سبيل الله، ودفاع عن الاسلام والمسلمين.

كما إن إحياء الشعوب ليوم القدس العالمي وخروجها الى لشوارع والساحات يُعد انتصاراً على الأعداء لأن ذلك يغيظهم لانهم يدركون ما له من أبعاد ونتائج سلبية عليهم.

وأما الفوائد المترتبة على إحياء يوم القدس العالمي، فهي كثيرة نشير الى أهمها، فأولى هذه الفوائد تمثل في استمرار روح الجهاد لدى أجيال الامة الاسلامية، هذا الجهاد الذي ان كان منطلقا من نوايا صادقة مخلصة لله سبحانه وتعالى، فإنها ووفقا لسنن الله في الارض، تضمن النصر الالهي.

ومن الفوائد الاخرى، ليوم القدس العالمي، انه يعمل على خلق الوعي واليقظة لدى ابناء الامة الاسلامية، بعدم الخضوع والخنوع للظلمة والمستكبرين، ويعرّف الشعوب المسلمة والشعوب الحرة بأن العدو للامة الاسلامية هو الاستكبار العالمي والصهيونية، ولذلك فإن خروج المسلمين في مسيرات هذا اليوم تعزز لديهم الشعور بالوحدة وتكرس هذه الوحدة وصولا الى توحيد الجهود لإزالة هذه الغدة السرطانية.

لذلك ينبغي لجميع المسلمين، بل جميع الاحرار في العالم، ان يشاركوا بملايينهم في مسيرات يوم القدس العالمي، ليعلنوا عن نصرهم ودعمهم للشعب الفلسطيني، واستيائهم وعدائهم للكيان الغاصب، ولينصرن الله من ينصره.

 

 

شارك المقال