قد يتساءل البعض عن حقيقة شعارات مسيرات يوم القدس العالمي، والتي شهدها العالم الاسلامي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك، تمسكا بدعوة الامام الخميني (رض)، وقد يرى البعض انها مجرد شعارات غير مؤثرة، ولكنه واهم للغاية.
يصف البعض من المتخاذلين والمشككين، شعارات مسيرات يوم القدس العالمي، بأنها مجرد شعارات استهلاكية، ودعائية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تؤثر على العدو الصهيوني.
لكن هذه التشكيكات لو تتبعناها وتتبعنا مواقف من يطلقها، لرأيناها تصب في خدمة العدو والمواقف الخيانية، والا فإن كل متابع منصف، وصاحب ضمير حر، يرى ان هذه المسيرات ومنذ ان دعا اليها الامام الخميني (رض) في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان عام 1399 وحتى عامنا هذا وهو 1440، حيث خرجت الجماهير المسلمة هذا العام للمرة الـ42، يرى ان هذه المسيرات تضيق الخناق عاما بعد عام على الكيان الصهيوني.
ولو كان ما يقوله اولئك المشككون صحيحا، لما رأينا هذا الحجم من الخوف والهلع والاستياء من قبل الكيان الصهيوني وجبهة الاستكبار من هذه المناسبة، إذن انها اقل ما يمكن قوله عنها، انها تغيظ العدو، وكل ما يغيظ العدو هو امر جيد.
لقد انبثقت هذه الشعارات من صميم انتفاضة الحجارة، ومن صميم عمليات المقاومة بما فيها الصواريخ الموجهة، وبهذه الشعارات اصبح قطاع غزة محرر بالكامل وبسيادة فلسطينية، يفرض موازنة الردع والرعب على القوات الصهيونية.
ونقول لاولئك الواهمين المتخاذلين والمخذلين، ان هذه الشعارات هي التي اجبرت الصهاينة على الرضوخ لعمليات تبادل الاسرى، وهي التي غيرت موازنة الردع، فلم يعد بمقدور الكيان الصهيوني ان يطبق مبدأ اضرب واهرب.
لقد كان الكيان الصهيوني يمارس بطشه وجوره ضد الفلسطينيين، ويقصف كيف يشاء ومتى شاء، ولكن بفضل شعارات يوم القدس، اصبحت المقاومة الفلسطينية، هي التي تقرر متى واين تنتهي المعركة، وهذا ما اثبتته خلال المناوشات الاخيرة بين غزة والكيان المحتل.
ومن صميم هذه الشعارات، نشأ جيش فلسطيني مسلح ومدرب وعلى اهبة الاستعداد للمعركة الكبرى. وانبثق من هذه الشعارات حزب في جنوب لبنان، على اعلى المستويات التكتيكية ويمتلك ترسانة صاروخية ترتعد فرائص الصهاينة لمجرد ذكر اسمها، هذا الحزب، ورغم ان امكانياته اقل من امكانيات دولة، لكنه كبد الجيش الصهيوني اول هزيمة منكرة في تاريخه، وحطم اسطورة الجيش الذي لا يقهر، لتبدأ بعدها حلقات الهزائم المتتالية للصهاينة.
وأخيرا وليس آخرا، بفضل هذه الشعارات اصبحت قضية القدس قضية عالمية وخرجت عن نطاقها الضيق المنحصر بالقومية العربية، حيث عمل الامام الخميني (رض) بدعوته الخالدة، على اخراجها الى نطاق اسلامي ودولي اوسع. فسلام الله عليك يا روح الله الخميني فلقد بعثت الروح في كيان القضية الفلسطينية.. إنها حقا شعارات لها وقع الصواريخ بل اكثر..