بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
في مثلِ هذا اليومِ قبلَ خمسِ سنواتٍ أصدرَ المرجعُ المقدّسُ آيةُ اللهِ العظمى السيدُ علي السيستاني فتواهُ بالجهادِ الكفائيِّ ضدَّ خوارجِ العصرِ ، المتشددينَ التكفيريينَ الدواعش ..
حينها انهارتِ الدولةُ العراقيةُ ، أو كادتْ ، وحينَها استشعرَ الكثيرون أنّ الخطرَ لم يعدْ مُحدِقًا بل صار واقعًا بعدَ أنْ وصلَ التهديدُ إلى مشارفِ الكاظميةِ المقدسةِ وأسقطَ الدواعشُ ثلاثَ محافظاتٍ وأجزاءً من محافظاتٍ أخرى ، وحينَ بلغتِ القلوبُ الحناجرَ وظنّ الناسُ باللهِ والمؤمنينَ الظنونَ ، برزَ للساحةِ رجالُها أسفرَ الحقُّ عن أصحابِه ، أولئك الذين قارعوا الباطلَ في كلِّ المراحلِ ، ابتداءً من مرحلةِ الدكتاتوريةِ ثم الاحتلالِ ومن ثمّ مرحلةُ الدواعشِ ، هؤلاءِ هم جنودُ المرجعيةِ ائتمروا بأمرِها وانصاعوا لفتواها وتدافعوا راكضينَ لنصرةِ الحقِّ وتلبيةِ نداءِ الوطنِ والدينِ ، إنّهم أبطالُ المقاومةِ الإسلاميةِ يصيحونَ ملبّينَ ويرحبون بالذين جاءوا تلبيةً لصوتِ المرجعيةِ والفتوى “لبّيكم لبّيكم أهلًا لكم تعالوا معنا نحررِ الوطنَ والدّين” .
إنّنا إذ نشكرُ أبانا ومصدرَ عزِّنا ومرجعَنا سماحةَ السيدِ السيستاني ، فإنّنا نشكرُ أيضًا الأمهاتِ اللائي قدّمنَ أولادَهن بينَ شهيدٍ ومقاتلٍ والآباءَ الذينَ هُرِعُوا مع أبنائِهم للتلبيةِ ، والزوجاتِ والأخواتِ حينَ ساندنَ المقاتلين بالدعاءِ مرةً و بالتبرعِ أخرى وبالحضورِ الحقيقيِّ في أرضِ المعركةِ لتقديمِ العونِ و الطعامِ واللوجست .
شكرًا للشهداءِ لدمائِكم ، لصوتِكم الذي مازالَ يدفعُ بنا نحوَ الثباتِ ، لوصاياكم لنا بعدمِ التفريطِ بالوطنِ ، لأجسامِكم التي تقاتلُ معنا ، وتدفعُ عنا الشرّ ، وهي حاضرةٌ بالروحِ وبالدعاء .
لولا الشهداءُ ما تحرّر العراقُ ، ولولا الشهداءُ ما هُزِمَ الشيطانُ ، فيا أيّها الوطنُ قد خابَ فألُ الأشرارِ حينَ انبرتِ المرجعيةُ للساحةِ وقدّم الشهداءُ دماءَهم ، وصبَر أهلُهم على الفراق .
الامانة العامة لكتائب سيد الشهداء
13/6/2019
