بيان صادر عن الأمانة العامة لكتائب سيد الشهداء بخصوص الأمر الديواني الصادر عن السيد رئيس الوزراء بشأن الحشد الشعبي
بسم الله الرحمن الرحيم
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
لم يكنْ بحساباتِنا ونحنُ نقدمُ قوافلَ الشهداءِ ونرخّصُ الأرواحَ ونيتّمُ اطفالَنا ونثكلُ عوائلَنا أيُّ منصبٍ او امتيازاتٍ من الدولةِ العراقيةِ ، كان همُّنا رضا اللهِ والحفاظَ على الوطنِ والدينِ ، وكنا نسمعُ ونحنُ نهرولُ بين ساترٍ وساترٍ وخندقٍ وآخرَ أنّ هناك أصواتًا نشازًا ، ومكائدَ شتّى ، تنطلق من مواقعَ غاياتُها معلومةٌ لدينا ، ومرصودةٌ عندنا ، ولم يكنْ ذلك ليوهِنَ من عزيمتِنا ، او يُضعفَ من إرادتِنا ، فقد أعرْنا جماجمَنا للهِ ، وثُبّتْنا كالوتدِ في الارضِ وكنا نعلمُ أن النصرَ من عندِ اللهِ سبحانَه وليس لهؤلاءِ المتآمرين الحاقدين إلّا الفشلُ والنكوصُ وفي أحسنِ الحالاتِ الذلُّ والهوان .
وبعد أن سكتتِ المدافعُ وحطّتِ الحربُ أوزارَها كثُر الشجعانُ وأخرجَ الشيطانُ رأسَه من مغرزِه ، وصارَ الناسُ يألفونَ الشوارعَ والارصفةَ ليلَ نهارَ يتزاورونَ فيما بينَهم بفضل دماءِ الشهداءِ ومواقفِ الابطالِ ، صرْنا نسمعُ عزفًا مختلفًا لا يتناسبُ مع الاهدافِ التي ضحّى لأجلِها الشهداءُ ، وفي الوقتِ ذاتِه نسمعُ أنينَ أيتامِنا وعويلَ نسائِنا وندبَ أمهاتِنا ، لكنّنا جعلنا اللهَ حسبَنا ، ويومَ القيامةِ سيجمعُ اللهُ بينَنا وبينَهم ، وسننظرُ لمَنِ الحجةُ يومَئذٍ .
ولطالما انتفختْ أوداجُ المرعوبين حنقًا علينا ، كأنّنا لم نحسنْ صنعًا ؛ فاتُّهِمَنا من القريبِ ولم نلتفت لاتهاماتِ البعيدِ لأنه إمّا عدوٌ أو جاهلٌ غيرُ مطلعٍ على الحقائقِ ، ومازلنا نقولُ ( حسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيلُ).
وقد اطّلعنا على ما صدرَ من السيدِ رئيسِ الوزراءِ القائدِ العامِّ للقواتِ المسلحةِ الأخِ عادل عبد المهدي بأمرِه الديوانيِّ الأخيرِ ، فقلبناهُ على كلِّ جهاتِه نقرأُه ولا نريدُ منه ولا بهِ إلّا خيرَ الأمةِ ورضا اللهِ ، ونحنُ نتذكرُ بذلك قولَ أميرِ المؤمنينَ حينَ نُهبَ تراثُه ( لأسالِمنّ ما سلمتْ أمورُ المسلمين ) ، ونتذكرُ قولَ سماحةِ السيدِ حسن نصر الله حفظَه اللهُ حينَ قال : ( حينَما يضربُنا الاسرائيليُ فإننا نضربُ الاسرائيليَّ وحينَ يضربُنا اللبنانيُّ فإنّنا نضربُ الاسرائيليَّ ) ، فما يصدرُ من العراقيين باتجاهِنا إلّا كلُّ خير ، ولا نريدُ منهم إلّا أن يكونوا معنا ، كما نحنُ معهم ، إخوةً في الدينِ والوطنِ والترابِ ، فليس لحكومتِنا إلّا أن تعاملَنا كأبطالٍ فاتحينَ ، رؤوسُنا تحلّقُ في السماءِ وأيدينا على الزنادِ تدفعُ عن الوطنِ الخطرَ وتحمي الأبناءَ والأعراض .
نحن مع كلِّ ما يصدرُ إن كان يحفظُ المجاهدينَ وعناوينَهم التي قاتلوا ويقاتلون بها حين ضعفَ الآخرون ولاذوا بالفرارِ ، ونحن مع كلِّ الأوامرِ التي تحفظُ كيانَنا وهيبتَنا ودماءَ شهدائِنا و تأريخَنا ، كما نحن مع حفظِ هيبةِ الدولةِ وسيادةِ القانونِ ويدِ الحكومةِ الطُولى لا نخدشُ لها كيانَها ولا نعرضُ أمنَها وسيادتَها للفوضى .
ونحن جاهزون ببنادقِنا وبدمائِنا ، عيونُنا ترقبُ الطريقَ، وخنادقُنا التي شققناها سنشقُ غيرَها من جديدٍ، كما سنشقُّ صدورَ اعدائِنا متى ما اقتربوا من الوطن او المقدسات، ومواضعُنا التي بنيناها سنبني غيرَها من جديدٍ كما سنبني الوطنَ وسقوفَ الفقراءِ وهيبةَ الدولةِ العادلةِ المقتدرة .
الامانة العامة لكتائب سيد الشهداء
4/7/2019