يؤكد الخبراء والمحللون والمراقبون ان منطقة غرب آسيا قادمة على تغيير جذري، شاءت ام أبت الادارة الاميركية التي تحاول بكل وحشية فرض هيمنتها على مقدرات العالم، فقد أصبحت شعوب المنطقة قادرة على تغيير قواعد الاشتباك والامساك بعناصر القوة لمواجهة الهيمنةن الاميركية.
التطورات الاقليمية تكشف عن مؤشرات باتت تلوح في الأفق، هذه المؤشرات تتجه كلها الى احتمال كبير في انحسار الهيمنة الاميركية، بل ان الامر قد بدأ بالفعل، وكل ذلك حصل من خلال دور كبير أدته الجمهورية الاسلامية الايرانية ومازالت تؤديه منذ اربعة عقود وحتى يومنا هذا. وثمرة هذه الجهود تمثلت في يقظة الشعوب في المنطقة ومقاومتها للمشروع الاميركي بالمنطقة.
ويرى الخبراء والمراقبون ان هناك قوى كانت تعد ضعيفة في الماضي الا انها اصبحت قوية في الوقت الحاضر، وهناك قوى اخرى كانت قوية ومهيمنة على المنطقة لكنها بدأت تتزعزع قوتها وهيمنتها، مشيرين الى ان منطقة غرب آسيا مقبلة على مراحل تغيير جذري سواء على صعيد الشخصيات الاساسية او على صعيد الدول والانظمة.
فالمراقبون يؤكدون ان شعوب المنطقة أصبح بمقدورها تغيير الواقع الذي تعيشه، وكبرهان على هذا الامر.. كان الجيش الصهيوني يوصف انه الجيش الذي لا يقهر، ولكن المقاومة اللبنانية فرضت الهزيمة على هذا الجيش، مرتين؛ مرة في عام 2000 والاخرى في عام 2006، والآن تفرض معادلة الرعب مع هذا الكيان، وقبل فترة ردت المقاومة على استهداف اثنين من ابطالها في سوريا، وكان الرد هذه المرة داخل الاراضي المحتلة، وكذلك أخذت ترد على الطائرات المسيرة وأسقطت عددا منها فيما استولت على عدد آخر سالمة.
وكدليل آخر، كذلك كانت دبابة الميركافا، التي كانت تعد فخر الصناعة الصهيونية، ولكننا رأينا بالصورة الموثقة كيف اصبح جنوب لبنان مقبرة للدبابات الصهيونية.
وللعلم، فإن المقاومة اللبنانية وفي المقاييس المادية، وكذلك جبهة المقاومة في المنطقة، لم تستخدم كل امكانات الشعوب، وهذا خير دليل ان شعوب المنطقة أصبحت قادرة على تغيير الواقع وتغيير المعادلات لصالح الامة الاسلامية.
وكنموذج آخر، على قوة المقاومة وفاعليتها، المقاومة اليمنية، التي لا تقاس قدراتها بالمعتدي السعودي المدجج بالسلاح، ولكن وكما نرى فإن السعودية متورطة في مأزق لا تعرف كيف تخرج منه مع حفاظها على سمعتها وماء وجهها، فكلما مضت وأمعنت اكثر في قتل المدنيين اليمنيين، كلما ازدادت المقاومة اليمنية، في عملياتها النوعية، والتي كان آخرها هجمات آرامكو، التي اصابت الاقتصاد النفطي السعودي في مقتل.
وهذه سوريا المقاومة، أيضا حققت الانتصارات تلو الانتصارات، بدعم من حلفائها، ولم يتبق الا القليل القليل من الاراضي السورية تحت سيطرة الارهابيين، والبلد سائر في خطى ثابتة، وقد تم الاتفاق على لجنة الدستور التي ستعقد اجتماعها اواخر تشرين الاول/اكتوبر القادم، والامور تسير نحو التحسن، ويشير الى ذلك عودة الآلاف من النازحين السوريين الى ديارهم.
ومن المؤكد ستحقق جبهة المقاومة المزيد من النقاط ضد مشروع الهيمنة الاميركية، وستكبده المزيد من الخسائر والهزائم، فإذا الشعوب يوما ارادت الحياة فلابد ان يستجيب القدر.