ولد الشهيد القائد ابوعمار التميمي في ناحية عكركوف التابعه ألى قضاء ابي غريب ببغداد بتاريخ ١٥/١٠/١٩٨٠ في أسره عريقه تنحدر من سلالة الشيخ ابراهيم حسون التميمي المعروف بكرمه ونبله وثقافته وقيادته لابناء عشيرته، متزوج ولديه ثلاثة أطفال.
وفي كنف هذه الاسرة الكريمة تلقى المثل والقيم الاسلامية والاخلاقية الاصيلة والتي انعكست على سلوكه وسيرته الدراسية عندما انطوى الى رحاب مدرسة الحاجب الابتدائية في منطقته والتي تخرج منها عام 1993 لينتقل بعدها لإكمال دراسته المتوسطة في ثانوية صقر قريش، وتخرج منها عام 1997. ابتدأ حياته الدينية والإسلامية منذ ريعان شبابه، إذ سجلت مرحلة الدراسة المتوسطة بداية الاهتمام بالأفكارالاسلامية والجهادية بقراءة سيرةالاحزاب والحركات الاسلامية التي ناضلت وجاهدت النظام البعثي البائد.
وكان يستمع بشغف كبير وبسرعة تامة الى محاضرات الشيخ الدكتور احمد الوائلي التي كانت بمثابة المصدر الاول الذي استلهم منه افكاره الاسلامية الجهادية، وقد دفعه هذا الاهتمام وهذا التوجه إلى البحث عن شخصيات علمانية لها عواقب واضحة في مقاومة نهج النظام الصدامي آنذاك في إطار مواجهة ومقاومة المواقف الواضحة للنظام في محاربة التوجهات المرتبطة بمذهب آل البيت.
فماكان من الأجهزةالأمنية والقمعية للبعث إلا ان رصدتتحركاتهم عالمجموعة التي كان ينتمي القائد أبو عمار وتم القاء القبض عليهم واعدام غالبيتهم، باستثناء البعض ومن بينهم أبو عمار الذي نجح في الخروج خارج العراق، وكانت هذه الحادثة بداية للمسيرة الجهادية والمقاومة للظلم.
وبعد سقوط النظام البعثي البائد واحتلال القوات الامريكية للعراق في آذار 2003 نشط القائد أبو عمار التميمي في إطار مرحلة جديدة في الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي، وكانت هذه المرحلة من اهم المراحل المتميزة والمشرقة في مسيرة حياته، ونتيجة لتربيته العشائرية والاسلامية فقد اختار نهج
مقاومة الاحتلال ادراكاً منه بخطورته على المجتمع العراقي والنهج الاسلامي. وقد انخرط في مجموعات جهادية لمقاومة الاحتلال الامريكي وذلك من خلال استهداف آلياته وعجلاته التي كانت تمر في الطريق الدولي الرابط بين الأردن وبغداد وبالأخص في منطقة ابي غريب بوصفها مركز الدعم اللوجستي للاحتلال. ونتيجة للرصد والجهود الاستخبارية للاحتلال فقد تم استهداف هذا الدور الجهادي الكبير المبذول من القائد أبو عمار التميمي ومحاولة لاغتياله عام 2005 من قبل الجماعات الارهابية المرتبطة بقوات الاحتلال والتي سهلت لهم عملية السيطرة على هذه المناطق من خلال دعمها وتجهيزها بالسلاح والأموال لتمكين سيطرة قوات الاحتلال عليها ولخلق الفوضى وقتال بين المذاهب.
فماكان من القائد أبوعمارالتميمي سوى أن نغَّيرمقرسكنه بنقله خارج بغدادعام2006 في إطار تنظيم الصفوف وتوحيد جهود مقاتلة الخط الاكبر المتمثل بالقاعدة وقوات الاحتلال الامريكي.
وبالفعل لم تمض سوى أشهر قليلة حتى عاد القائد أبو عمار في أواخر عام 2006 ليقود مقاومة باسلة مع رفاقه منكوادر حب الله التي كان من ضمن صفوفها.
وتركز نشاطه في هذه المرحلةبالتصدي للعصابات الارهابيةالمتمثلةبالقاعدةمن خلال مواجهتهم بشكل مباشر واستهداف مقراتهم ومخازن عتادهم بشكل غير مباشر والتعاون والتنسيق مع اللواء (24) ( لواء المثنى) والذي كان مكلف بحماية منطقة ابي غريب، وكان القائد أبو عمار التميمي يقوم بمهام الرصد والاستطلاع و تزويد الأجهزة الاستخبارية الحكومية بالمعلومات عن مكان الارهابيين واماكن تخزين اسلحتهم ورصد تحركاتهم. ولم يقتصر دور القائد أبو عمار التميمي عند حد القيام بالعمليات الأمنية والعسكرية والجهادية
النوعية فحسب، بل تعداه الامر الى الجانب الثقافي وذلك من خلال توعية اهالي المنطقة وتثقيفهم بمبادئ واهداف الثورة الحسينية، فكان رسالة حملت مبادئ الحسين ع.
ولقد أسس أول موكب حسيني مركزي في منطقة ابي غريب باسم ثوار الحسين عام 2008، وكانت هذه الخطوة تحدياً صارخاً بوجه الارهاب والجماعات التكفيرية، مما أدى الى اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الامريكي واستمر اعتقاله ما يقارب سنتين.
وبعد اطلاق سراحه بخروج وانسحاب قوات الاحتلال من العراق عاد القائد أبو عمار لممارسة نشاطه الجهادي والتحق بشكل رسمي كت_ ا_ ئب سيد – الشهداء وقد شارك من رفاقه في مهمة الدفاع عن مقام السيدة زينب وبقي في سوريا لمدة عام كامل، وكانت امنيته الشهادة وهي الامنيةالتي قدرالله له أن تتحقق ليس في مرقدالسيدةزينب وإنمافي مراقداهل البيت الكرام في العراق.
وبعد ذلك عاد القائد أبو عمار التميمي الى العراق نتيجة سيطرة تنظيم داعش على عدد من المحافظات العراقية ووصوله الى مشارف العاصمة بغداد ليتولى مع ابطال كتائب سيد الشهداء وباشراف الحاج أبو الاء الولائي مهمة الدفاع عن العاصمة بغداد والمقدسات في العراق .
وقد ابتدأ عملياته النوعية بقيادته الفوج القتالي الجهادي لكتائب سيد الشهداء في منطقة ابراهيم ابن علي ومنطقه الضابطيه وقد مكنه أنتماءه العشائري في منطقه ابرهيم ابن علي التي ابراهيم بن علي ومنطقة الضابطية، وقد مكنه انتمائه العشائري في منطقة ابراهيم بن علي التي كانت يسكن فيها جميع اقربائه من القيام بدور بطولي وفعال في حسم نتائج المعارك.
ولم يتوانى هذا القائد المغوار عن ايثار حب الله والجهاد في سبيله مع رفاقه من كتا_ ئ ب س الش هداء وتكريس كل وقته لقتال الجماعات الإرهابية على حساب عائلته، إذ لم يكن لديه فرصة للتواصل او الاطمئنان على عائلته واهله لاشتداد المعارك والحاجة الماسة اليه.
وُعرف عن القائد أبو عمار بسالته وشجاعته وصبره في قتال داع ش، وقد ارعب العصابات الارهابية والتي كانت تحسب له الف حساب.
غيرأَّن هذا العنفوان والاستبسال في المسيرة الجهاديةالطويلةقدانتهت بتحقيق ماكان يتمناه القائد أبو عمار التميمي ويدعو له وهو نيل الشهادة في سبيل الله والوطن، إذ بتاريخ 2014/8/9 فقد عرجت روحه الشريفة الى جوار ربها الكريم عند تحرير جزء من منطقة الضابطية في قصة مؤثرة، فعند اقتحامه احد الدور التي كان يسيطر عليها دا…. عش استفزته صورة تدنيس القرآن الكريم من خلال وضع (حذاء) فوق القرآن الكريم، فماكان من القائد نتيجة ما شاهدته عيناه إلا أن دفعه شعوره اللارادي لإزالةهذاالعمل الشنيع الذي قام به اتباع داع. .. ش دون أْن يدور بحسابه وصول داع١١ ش الى هذا المستوى في تجاوزهم على كتاب الله، واثناء رفع الحذاء من فوق كتاب الله انفجرت القنبلةوسقط شهيداً،ولم تكتِف عصابات داع١١ ش الإرهابيةبذلك،بل أستهدفوا مجلس العزاء بالصواريخ والقذائف.
فهنيئاً لك غيرتك على كتاب الله، وركوبكم مع قافلة الامام الحسين الثائر ضد الظلم
بقلم الشاعر : مصطفى الياسري