ولد القائد أبو مجاهد المالكي في محافظة البصرة بتاريخ 1970/11/1، متزوج ولديه ثمان أولادوينحدر الشهيد من عائلة دينية محافظة، إذ امتاز بصفات ومزايا فرضتها عليه تربيته العائلية ونشاته في احضان ابوين لا يعرفان إلا الغيرة والتضحية والايثار والكرم والبذل والعطاء والعفة حتى تأثر بطبائع تلك العائلة والتحلي بسجايا وخصال خلقية رفيعة المستوى، فكان سريع الدمعة عندما يقبل اليتيم ودائم العبرة عندما يعطي للأرملة ويرى العطاء قليل. حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية داخل العراق، وكان يمتلك الجرأة الادبية الفائقة، ومكنته شجاعته الادبية التي تفوقت احياناً على شجاعته النفسية والجسدية من الارتقاء الى منابر الخطابة السياسية باطمئنان وثقة عالية النفس،كما يمتلك عناصر الاقناع الخطابي بما ُعرفه عنه من ثقافة عامة واكاديمية اكتسبها من ايمانه العميق بقضايا الاسلام والمذهب والوطن ومشروعية الدفاع عنها بصدق واخلاص. وفض ًلا عن ذلك كان القائد أبو مجاهد المالكي يتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة جداً وطيبة على مستوى أهله وعشيرته ومحافظته، وقد تجاوز نطاق هذه العلاقات إلى المحافظات الأخرى، بل لعلنا لا نبالغ إذا قلنا انه تجاوز علاقاته حدود العراق، إذ أُقيم مجلس العزاء باستشهاده في استراليا من قبل السيد ابو هاشم الموسوي وبحضور شخصيات دينية واجتماعية وسياسية وحكومية ولمدة ثلاثة ايام متتالية.
كما اتسم القائد أبو مجاهد مند فتح عينيه على الدنيا بانه مخلوق للعبادة تشبث بأردانها وقبض على تلابيبها فكان لا يفارق الصلاة الواجبة ويحسب الحساب لدخول الوقت حتى يؤدي فريضته بوقتهاالمطلوب وكان كثيرالصوم حتى انه كان يصوم الاشهر ويردد عبارة(إَّنالصوم اخف من الصلاة عند الاداء).
وابتدأ تاريخه الجهادي والعسكري منذ نعومة شبابه، إذ التحق بمسيرة قافلة الجهاد منذ عام 1991، وللتدليل على حب الجهاد في سبيل الله فقد لقب نفسه بـ(أبي مجاهد)، وقد اعطى الكثير في سبيل الله وكان قائماً ليله صائماً نهاره وباذلاً ماله ونفسه في سبيل الله.
وسجل القائد أبو مجاهد المالكي انتمائه الى صفوف الجهاد المقدس عندما حمل الراية الخضراء في ناحية العزيز عام 1991، وكانت رايته منذ الوهلة الاولى مطرز على فضاءاتها الآية الكريمة (نصر من الله وفتح قريب) وكانت تحمل في ثناياها رعباً لأعداء الله عندما اسقطت مؤسسات البعثين واحدة تلو الأخرى. وبعد ذلك التحق بتنظيمات مجاهدي الثورة الاسلامية في العراق، وقدم اروع العطاء وصدق النية والوفاء فلا يهدأ له فكر ولا يستقر له قرار وهو يرى دين الله محصوراً في اسطوانة من اطراف المسجد أو يتحول الى دين العجائز وخرافات الاطفال المضحكة، فدفعه غيرته الوطنية الإسلامية إلى الانتفاض حامياً مدافعاً وبط ًلا ذائداً عن شريعة الله سبحانه وتعالى والمذهب الحق.
ونتيجة العمل النوعي والدقيق الذي اذهل قادة البعث البائد في صفوف الجهاد منذ عام 1991 تم رصد انشطته بعد خمس سنوات، وابتدأت مسيرة مطاردته من قبل الأجهزة الأمنية القمعية للنظام البائد وحاولوا القاء القبض عليه مرات عديدة، مما اضطره الى ترك بيته في قضاء القرنة والسكن في قضاءالزبير،وبقى هنا لكي يواصل عمله السياسي بحذر شديد،إلاأَّنالمطاردةالمكثفةمنقبل السلطات البعثية واجهزتها الامنية اجبرته على ترك العراق والتوجه الى الجمهورية الإسلامية في ايران تاركاً أطفاله وعائلته وأهله، إزاء ايثاره مواصلة عمله السياسي بتنظيماته داخل العراق ولمدة تقارب السنة تقريباً، بعدها تحول من الى الجمهورية العربية السورية لتلتحق به عائلته واطفاله مع مواصلة عمله السياسي في سوريا،إلاأَّنالبعثيين واجهزتهما لقمعية حاولوا التوصل الىخيوط شبكاته التنظيمية والقت القبض على بعضهم سنة 2001، وقد اعدم العديد منهم وهم القادة والمسؤولين
المباشرين. وبسقوط النظام عاد القائد ابو مجاهد الى العراق، وقام بفتح (مكتب حب الله – العراق) واخذ يمارس العمل السياسي بكل اطمئنان ورغبة فكان له دوراًكبيراً باستقطاب الجماهير وبالأخص الفقراء والمسكين والمحرومين والمظلومين والمضطهدين، ودافع عنهم بكل جرأة وبسالة وأعاد حقوقهم، كما وقف بوجه الحركات الطائفية التي ارادت تمزيق وحدة الصف العراقي واصبح الخصم العنيد ضد
هؤلاء المتطرفين الذين اعتمدوا الفكر التكفيري السلفي وغير السفلي. كما شغل القائد ابو مجاهد المالكي عند عودته من سوريا مسؤول هيأة المساءلة والعدالة في محافظة البصرة، كما عمل مدير الحملة الانتخابية للقائد فالح الخزعلي في البصرة. غيرأَّن احتلال داع١١ ش للعراق عام2014وغيرته الوطنيةدعته الأ عادةممارسةالعمل الجهادي مجدداً، ونتيجة لمداهمة العدو اسوار بغداد لم ينتظر ابو مجاهد المالكي أي رأياً ليخرج الى الجهاد وانما أحس ومن عمق ايمانه أَّن يجب ان يدافع عن وطنه ومقدسات الوطن وهوه من اعلى مراتب الشرف والكرامة ولا حياة للعزيز في وطنه إذا هتك الشرف أو دنست الارض أو هتك العرض فلبى الدعوة واستجاب لنداء الله والوطن وقاد العديد من العمليات العسكرية والأمنية إلى أْن استشهدفي منطقةشيخ عامر(ذراعدجلة)بتاريخ2014/8/12،فهنيئاً لك الشهادة وسلامعليك لحظة التحاقك بركب الشهداء مع سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام.
الشاعر: مصطفى الياسري