بقلم عباس الزيدي
عن اي معمعة تتحدث والإسلام مستهدف
والعدو يستهدف الاسلام وقادته ومريديه
اما علمت ان واعية الإمام الحسين عليه السلام باقية مابقي الدهر
ام انك ركنت لقول أحدهم….
ان الصلاة خلف علي اتم وسماط معاوية ادسم وترك القتال اسلم
أن الخط الجهادي لميراث الصدر العظيم لايخولك العبث بهذا المشروع الإلهي الذي ضحى من أجله السيد الشهيد بنفسه الزكية ونجليه الطاهرين
يا صلاح العبيدي اما سمعت وقرات
جزاء من سمع واعية الحسين و لم ينصره
عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ اَلْمَشْرِقِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَا وَ اِبْنُ عَمٍّ لِي وَ هُوَ فِي قَصْرِ بَنِي مُقَاتِلٍ 1 فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ.
فَقَالَ لَهُ اِبْنُ عَمِّي: يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ هَذَا اَلَّذِي أَرَى خِضَابٌ أَوْ شَعْرُكَ؟
فَقَالَ: “خِضَابٌ، وَ اَلشَّيْبُ إِلَيْنَا بَنِي هَاشِمٍ يُعَجِّلُ“.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: “جِئْتُمَا لِنُصْرَتِي”؟
فَقُلْتُ: إِنِّي رَجُلٌ كَبِيرُ اَلسِّنِّ كَثِيرُ اَلدَّيْنِ كَثِيرُ اَلْعِيَالِ وَ فِي يَدِي بَضَائِعُ لِلنَّاسِ وَ لاَ أَدْرِي مَا يَكُونُ وَ أَكْرَهُ أَنْ أُضَيِّعَ أَمَانَتِي.
وَ قَالَ لَهُ اِبْنُ عَمِّي مِثْلَ ذَلِكَ.
قَالَ لَنَا: “فَانْطَلِقَا فَلاَ تَسْمَعَا لِي وَاعِيَةً وَ لاَ تَرَيَا لِي سَوَاداً، فَإِنَّهُ مَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَنَا أَوْ رَأَى سَوَادَنَا فَلَمْ يُجِبْنَا وَ لَمْ يُعِنَّا كَانَ حَقّاً عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُكِبَّهُ عَلَى مَنْخِرَيْهِ فِي اَلنَّارِ”
على الإسلام وعليَّ فلا حاجة في فرسك، لكن عندي وصيّة»، قال: «وما الوصيّة؟» قال: «إن قدرت على أن لا تسمَعَ واعيتنا فافعل؛ لأنّه ما سمع واعيتنا شخصٌ ثمّ لم ينصرنا إلّا أكبّه الله على وجهه يوم القيامة في جهنّم»(۱).
وهذه الواعية ـ واعية الإمام الحسين ـ واعية الإسلام؛ لأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) استشهد في سبيل الإسلام، ولم يكن يعيش تلك اللحظة إلّا للإسلام؛ فواعية الإمام الحسين (عليه السلام) هي واعية الإسلام، والأخطار التي كان من أجلها يضحّي الإمام الحسين وقتئذ هي الأخطار التي تعيشها الاُمّة الإسلاميّة عبر كلّ هذه القرون إلى يومنا هذا.
قتل الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهد في سبيل الحيلولة دون الأخطار التي عاشها المسلمون ويعيشونها إلى يومنا هذا.
امتداد واعية الحسين(عليه السلام) على مرّ العصور:
إنّ واعية الحسين (عليه السلام) لم تنقطع يوم عاشوراء..
حيث إنّها واعية رساليّة وليست واعيةَ شيخِ عشيرة أو قبيلة، فواعية الرسالة لا تنقطع مادامت الأخطار تكتنف هذه الرسالة، وقد قال هذا الإمام الشهيد الصادق: إنّه «ما سمع واعيتَنا شخصٌ ولم ينصرنا إلّا أكبّه الله على وجهه يوم القيامة»(۱).
نحن يجب علينا أن نعرف أنّ هذه الواعية نواجهها اليوم كما واجهها عبيدالله بن الحرّ الجعفي. إن لم نواجهها من فم الحسين (عليه السلام) فنواجهها من دم الحسين، ومن تاريخ الحسين، ومن بطولة الحسين يوم عاشوراء ومواقفه المتعدّدة، نواجه هذه الواعية من كلّ الأخطار التي تكتنف الرسالة، وتكتنف الإسلام، وتكتنف الاُمّة الإسلاميّة من كلّ صوب وحدب.
كلّ هذا الضياع في القيم والأخلاق، في المبادئ والمثل، كلّ هذا التميّع، كلّ هذا هو واعية الإسلام.
نحن نواجه هذه الواعية في كلّ مكان، في كلّ زمان، من كلّ صوب وحدب.
إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حينما ثار وحينما بدأ يبذل دمه في سبيل
(۱) «فوالله! لا يسمع واعيتنا أحدٌ ثمّ لا ينصرنا إلّا هلك». الفتوح ٥:۷
الإسلام كان يواجه بداية خطٍّ من الانحراف، هذا الخطّ نحن الآن نعيش قمّته، نعيش أزمته، نعيش كلّ تصوّراته، كلّ أبعاده. إذاً، فواعية الإسلام اليوم أوسع وأكبر.
ونحن، وأيّ فرد من المسلمين، لا يزال اليوم مدعوّاً ـ كما كان عبيدالله بن الحرّ الجعفي مدعوّاً ـ أن يغضّ النظر عن مصالحه، عن وجوده، عن كيانه، عن شهواته، عن رغباته الشخصيّة؛ في سبيل أن يساهم في إنقاذ الإسلام، في إنقاذ المسلمين، في إعادة الإسلام إلى الحياة، في رفع هذا الوهن عن وجوه المسلمين، وعن كرامات المسلمين.
إنّ كلّ مسلم قادرٌ على أن يساهم في هذه العمليّة بقليل أو كثير، في حدود إمكانيّاته وقابليّاته.
المساهمة ليس شكلها الوحيد حمل السيف، وحمل السيف لا يمكن أن يكون إلّا بعد مساهمات طويلة الأمد.. إذاً، فهناك نوعٌ من المساهمة قبل حمل السيف.
ولو أنّ كلّ واحد منّا يقول بأ نّي لا أستطيع أن أحمل السيف ـ إذاً فأنا لا تكليف عليَّ ولا مسؤوليّة عليّ ـ فمعنى هذا أنّه سوف لن يمكن حمل السيف في يوم من الأيّام.
إنّ حمل السيف هو شكلٌ من أشكال المساهمة، وهو شكل أعلى
من أشكال المساهمة، ولا يمكن أن يوجد هذا الشكل فجأة. لابدّ لكلّ واحد مسلم أو مسلمة أن يساهم بقدر إمكانه وظروفه الفكريّة والعلميّة والاجتماعيّة في جواب هذه الواعية، في الردّ على هذه الواعية، في إنقاذ هذا الجريح الذي يُضرَب في كلّ يوم، ويُستَهزَأ منه في كلّ يوم، وتُتَحدّى أحكامُه في كلّ يوم، وتُضْرَبُ تشريعاتُه عرضَ الحائط في كلّ يوم.
اللّهمّ اجعلنا من شيعة الإمام الحسين، والسائرين في خطّه والمجيبين لواعيته.
يا صلاح…..
من هوان الدنيا على الله انك عبثت بالارث العظيم والمشروع الجهادي الإلهي الكبير الذي تركه شهيدنا الصدر رضوان الله عليه
وحرفت الكلم عن موضعه واشتريت بآيات الله ثمنا قليلا….فنعم الحَكَم الله، و خصمك محمد محمد صادق الصدر والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعك ما قلت إذ تندم، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلم