بسم الله الرحمن الرحيم..
والفجر وليالٍ عشر
صدق الله العلي العظيم
سيبقى 11 من شباط عام 1979 تاريخ انتصار الثورة الإسلامية في إيران إشارة مضيئة في ملاحم هذه الأمة على طريق الحرية والكرامة مثلما ستبقى عشرة الفجر المباركة انعطافة ثورية كبرى في مسيرة المشروع الإسلامي وحركته وقيادته التاريخية وشعبه المقاوم وهي تنير الدرب بالقيم العليا للإسلام وللثوار والأحرار والمجاهدين في كل الدنيا من لحظة انتصار ثورة الإمام الخميني “رض” حتى يوم القيامة.
لقد شكل الانتصار الإسلامي الكبير دوياً غير مسبوق في الوعي السياسي والاجتماعي والفكري والحضاري في الأمة توزع على مختلف مراحل حركة الثورة ومشروعها ورسالتها وكان وهجاً مستمراً وسياقاً متصلاً من الأفكار والمفاهيم الرسالية تبلورت فيما بعد أحزابا في المقاومة وجماعات في الفكر والمعرفة الإسلامية وفعاليات واعية وانفجارات متتالية في النهضة حملت لواء التغيير في أوطانها مثلما حملت البندقية في مواجهة الطواغيت والمستكبرين في بلدان أخرى.
لقد أحدث انتصار الثورة الإسلامية في عشرة الفجر بركاناً من الانتصارات في جبهة الشرق زعزعت أركان الصهيونية وقضّت مضاجع تل أبيب وبدأت إسرائيل تستشعر خطر الزوال وقلق الإزاحة بظهور عمامة الإمام الخميني (الذي حقّق حلم الأنبياء) ورأس الثورة الذي نهض عالياً في مواجهة الطاغوت ومن خلفه الاستكبار العالمي وها هي تجربة الثورة الإسلامية اليوم تحمل مكامن القوة واستراتيجيات البقاء والاستمرار والاستعداد للمواجهة بالثبات على تقدمها العلمي وفي جميع المجالات ..
في ذكرى الانتصار الإسلامي الكبير وبعد أكثر من 41 عاماً نشعر أن الثورة تزداد رسوخاً والمشروع الإسلامي تأصيلاً ونمواً واتساعاً وأن التجربة الإسلامية في إيران ماضية في تحقيق أهدافها عبر تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على مكاسب الثورة وحماية نظام الجمهورية مثلما نشعر أن الثورة على عهدها في احتضان عنوان المقاومة ومشاريع الثورة والجماعات الطليعية في الأمة وستبقى هذه الثورة المرجعية الحاضنة والسقف الموضوعي والركيزة الحضارية وكعبة الأحرار والمجاهدين مثلما يبقى عنوانها المكان الذي تهفو إليه النفوس وتستظل تحت مفاهيمه العقائدية الكبيرة الأمم الحية والشعوب الباحثة عن استقلالها وكينونتها الوجودية.
في ذكرى عشرة الفجر نجدّد العهد مع الإمام الخميني ومع الشهداء الذين سقوا هذه الشجرة المباركة بالدماء ومع القادة الربانيين الذين واصلوا المسيرة بالبقاء في خندق المشترك الإسلامي الرباني الرسالي إيماناً منّا أن الثورة الإسلامية في إيران هي التعبير الأكثر إخلاصاً لعودة الإسلام نظام حياة وجمهورية تقدمية في مواجهة عالم الاستكبار والشر والعدوان ..
في هذه الذكرى كل التحايا لإمام الثورة ومرشدها السيد علي الخامنئي وللأمة المسلمة في إيران التي حققت هذا النصر العظيم ووقفت مدافعة عنه مهما كانت التضحيات وأن هذه الأمة محكومة بقيم عاشوراء وعشرة الفجر الصادقة وما بين عاشوراء وعشرة الفداء أمة وعقيدة وولاء .
تجمع السند الوطني
بغداد
٢٠٢١/٢/١١