بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
“أُذِنَ للذِينَ يُقاتِلُونَ بأنّهمْ ظُلِموا وأنّ اللهَ على نصرِهِمْ لَقَديرٌ ”
صَدقَ اللهُ العليّ العظيمْ
بعدَ الدعوةِ التي أطلقناها لشعبِنا العراقيِّ الكريمِ بفتحِ بابِ التّطوعِ للانخراطِ في صفوفِ تشكيلاتِنا تحضيرًا للمنازلةِ الكبرى ضدَ االاحتلالِ الأمريكيِّ البغيضِ في حالِ أحجمَ عن الجلاءِ عن عراقِنا الحبيبِ، تلقينا إقبالاً جماهيرياً حاشداً، شكّلنا على إثرِهِ أكثرَ من غرفةِ عملياتٍ خاصةٍ باستقبالِ أكبرِ عددٍ ممكنٍ من الطلباتِ والاتصالاتِ، فوصلَ عددُ المتطوعينَ فيها إلى ما يقاربُ تسعةً وأربعينَ ألفَ عراقيٍّ غيورٍ من مختلفِ المحافظاتِ ونحنُ إذ نتقدمُ بأسمى آياتِ الشكرِ إلى تلك الاستجابةِ المشرفةِ والمتوقعةِ التي أربكتِ العدوَّ منذُ لحظاتِها الأولى، فإنّنا نتقدمُ بخالصِ الاعتذارِ لآلافِ الطلباتِ والاتصالاتِ التي لم يتسنَّ لنا استقبالُها بسببِ الزخمِ الشديدِ وانقضاءِ المدةِ المحددة.
إنّ غرفَ العملياتِ التي شُكّلتْ توقفتْ عن استقبالِ طلباتِ التطوعِ، ولكنّها ستستمرُّ بعملِها بدءًا من فرزِ مؤهلاتِ المتطوعينَ وإمكاناتِهم وإجراءِ المسوحاتِ الأمنيةِ اللازمةِ، وانتهاءً بمقابلتِهم، وسيجري ذلك على شكلِ وجباتٍ منتظمةٍ بحسبِ الاختصاصاتِ المطلوبةِ لنتمكنَ من استيعابِ الجزءِ الأكبرِ من تلك الأعداد.
إنّ محاولاتِ التشويشِ المفضوحةِ على الدعوةِ التي أطلقناها، ردّت عليها الجماهيرُ بإقبالِها الحاشدِ الذي عزّزَ بداخلِنا القناعةَ بأنّ الشعبَ الذي يهبُّ إلى سوحِ التضحيةِ بلا تردّدٍ دفاعًا عن قيمِهِ ومقدساتِه هو شعبٌ أبيٌّ، لن تغمضَ له عينٌ على ذلِّ الاحتلالِ.
كما نؤكدُ أن حملةَ التطوعِ العظيمةِ هذه لا تضمرُ النوايا ضدَ أيِّ طرفٍ داخليٍ كان ، كما روّجت بعضُ الوكالاتِ والمنصاتِ والقنواتِ الصفراءِ وشخصياتٍ محدّدةٍ بدوافعَ غيرِ وطنيةٍ بل هي دعوةٌ خالصةٌ للحفاظِ على السيادةِ وصيانةِ الكرامةِ والوفاءِ لدماءِ الشهداءِ الذين ارتقوا على هذا الطريق.
حمى اللهُ العراقَ وشعبَه ومقدساته
والنصرُ للمجاهدينَ الصابرينَ
الأمانةُ العامةُ لكتائبِ سيدِ الشهداء
الخامسُ والعشرون من شهر تشرينَ الثاني من عام ألفينِ وواحدٍ وعشرينَ ميلادي
الموافقُ للتاسعَ عشرَ من شهرِ ربيعٍ الآخرِ من عامِ ألفٍ وأربعِمئةٍ وثلاثةٍ وأربعينَ للهجرة