أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال مسيرة إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) في مقام السيدة خولة (ع) ببعلبك أننا “في هذا المجلس نحيي هذه الذكرى العظيمة والأليمة ونستعيد فيها مصاب الإمام (ع) وأهل بيته الأطهار”.
وقال السيد نصر الله إن “من أهمّ عِبر يوم الأربعين، ونحن نستحضر مواقف الإمام السجاد (ع) والسيدة زينب (ع) في مجلس يزيد، أن المؤمن مهما كانت المصائب والظروف القاسية لا يمكن أن يضعف أو يستسلم”، مضيفًا أن “السيدة زينب (ع) هي المرأة التي قُتل أحباؤها والأسيرة المسْبية من مدينة الى مدينة، لكنها تقف أمام يزيد وتقول كلمات فوق كلّ الاعتبارات وتلقي خطبة قوية جدًا وقاسية جدًا بحقّه”.
وشدد سماحته على أن “ذكر محمد وآله ذكرٌ خالدٌ الى يوم القيامة”، وقال: “كثيرون حاولوا تبرئة يزيد من دم الحسين (ع) لكن كلّ تلك المحاولات فشلت وبقي هذا الدم يصرخ بوجه يزيد”.
وتابع: “لا مكان للهوان وقبول الذلّ، بل للمضي استنادًا الى كلّ هذا التاريخ الحافل واليقين بالمستقبل وبوعد الله”، معتبرًا أن “أحد مصاديق ما قالته السيدة زينب (ع) هو مسيرة الأربعين هذه الأيام في العراق، فعشرون مليون زائر يعني عشرين مليون قلب يهتف عشقًا للحسين (ع)”.
ورأى أنه “لا يوجد حشدٌ في التاريخ كحشدِ محبّي الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة وهذا أشبه بالمعجزة اليوم”، لافتا إلى أن “القادة الكبار يتشرّفون بخدمة زوار أبي عبد الله الحسين (ع) لكن العالم يتجاهل هذا الحدث وهذا جزء من الغربة والمظلومية”.
وقال سماحته إن “الشعب العراقي أهل الكرم وأهل الجود والضيافة، كانوا في خدمة الزوّار، من جميع الأعمار والفئات ويتشرّفون بخدمة زوار الإمام، كلّ ذلك ووسائل الإعلام تتجاهل هذا الحدث”.
وتوجه “بالشكر إلى الشعب العراقي وكلّ المرجعيات على عظيم الكرم والجود والضيافة والتواضع والمحبة التي يُظهرونها لزوّار الإمام الحسين عليه السلام”.
وتحدث السيد نصر الله حول ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، قائلا إن “العدو الإسرائيلي رعى المجزرة لكن المنفذين الرئيسيين كانوا من الجهات اللبنانية المعروفة وهي كانت متحالفة معه عسكريًا في اجتياح 1982”.
وأضاف أن “نحو 1900 شهيد لبناني سقط في مجزرة صبرا وشاتيلا وما يقارب 3000 شهيد فلسطيني”، مشيرا إلى أن “المجزرة قد تكون أكبر وأبشع وأعظم مجزرة ارتكبت في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”.
كما أكد السيد نصر الله أن المجزرة هي أعظم مجزرة ارتكبتها جهات لبنانية تعاملت مع العدو ولم يحاسبها أحد عليها، وقال: “هذا بعضٌ من لبنانكم وممّا اقترفته أيديكم وصورتكم الحقيقية، فثقافة الموت روّجها من ارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا أما ثقافة الحياة فهي لمن حرروا الجنوب ولم يقتلوا دجاجة”.
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى ذكرى مجزرة جسر المطار، وقال: “ما هي جريمة من تظاهر في 13 أيلول وهم الذين نددوا باتفاقية أوسلو؟”.
وذكر أن “أغلبية الشعب الفلسطيني وصلوا الى قناعة أن طريق المفاوضات لم يؤدِ الى نتيجة والخيار الوحيد أمامهم هو المقاومة”، مشيرًا إلى أن “الضمانات الأمیركية لم تحمِ الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وحتى في اتفاقية أوسلو، وخيار غزة كان ولا زال الصمود والمقاومة”.