الموقع الرسمي ل/كتائب سيد الشهداء/
أكد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن العدوّ الصهيوني يواصل جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة على مدى 21 شهرًا، وعلى مرأى ومسمع من المسلمين جميعًا والعالم، حيث يستهدف بكثافة مراكز ومخيمات إيواء النازحين، فضلًا عن الأماكن التي يقيم فيها الغزيون.جاء كلام السيد الحوثي في كلمته الأسبوعية، متناولًا آخر التطورات المرتبطة بالعدوان الصهيوني على غزّة، وكذلك على الشعب الفلسطيني عمومًا، إلى جانب آخر المستجدات في المنطقة.وأشار إلى أن العدوّ “الإسرائيلي” لا يزال يمعن في همجيته ووحشيته وإجرامه بدرجة مذهلة، تكشف عن حقيقته الإجرامية، مضيفًا أن “مصاصي الدماء من الصهاينة والأميركيين القتلة، لو كانوا وحوشًا من الغاب أو كلابًا مسعورة، لسئموا نهش لحوم الأبرياء، فيما هم يزدادون شراسة كلما غاصوا أكثر في دماء الأطفال والنساء، ويبتكرون وسائل جديدة للقتل والإبادة”.وأوضح، أن الجرائم المرتكبة في غزّة تكشف بجلاء مدى الحقد والتوحش الصهيوني، كما أنها تفضح الغرب الذي يدعم هذا الكيان الإجرامي.وقال السيد الحوثي: “منذ أن تكوّنت العصابات الصهيونية، ظلّ الغرب يدعمها لتؤدي وظيفة إجرامية، تتمثل في السعي إلى السيطرة على الأمة، واحتلال الأوطان، وفرض الاستباحة”. وهذا “الدور الوظيفي العدواني”، بحسب السيد الحوثي، يأتي ضمن “المخطّط الصهيوني الذي يمثل تهديدًا مباشرًا لأمتنا الإسلامية”.وبيّن أن: “توحش الكيان كافٍ للدلالة على أن ما يُسمّى بالمؤسسات الدولية لا يمكن أن تكون يومًا سندًا لشعب مظلوم. فبعد قرن من الاحتلال البريطاني، وأكثر من سبعة عقود من السيطرة الصهيونية، لم تقدّم تلك المؤسسات شيئًا يُذكر”. مضيفًا أن “الرهان عليها خطأ فادح يُضيّع الأمة، ويُفقدها النتائج المرجوّة، في وقت كان يمكنها اتّخاذ موقف حاسم، رغم أن أغلبها يتفرج، وبعضها يشارك في التواطؤ مع العدو”.ونبَّه إلى أن واقع الأمة ينذر بخطر حقيقي، ناجم عن تفريطها بمسؤولية مقدسة، فضلًا عن طمع الأعداء بها. وقال السيد الحوثي “ما يجري بحق الأمة ومقدساتها من قبل اليهود الصهاينة فظيع للغاية، يشمل الإساءات الوقحة للنبي محمد (ص)، وانتهاك الحرمات، وتفنّنهم بوسائل بشعة للإجرام، بشكل استفزازي شديد”.ورأى أن “كثيرًا من أبناء الأمة بلا موقف يُعتد به، وهو ما يكشف عن حالة سلبية، وانحدار كبير على مستوى القيم”، مؤكدًا أن التجاهل المستمر للمسؤولية سيقود إلى نتائج بالغة الخطورة، حتّى لو تحققت استفادة لاحقة، فإن تكلفتها ستكون باهظة جدًا.كما أوضح أن الصهاينة يتسابقون في التباهي بقتل الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أن أحد الجنود تفاخر بقتل 600 فلسطيني. لافتًا إلى أن “هؤلاء جبناء، إذ تظهر حقيقتهم في المواجهات المباشرة، حيث يرتعبون ويختبئون داخل آلياتهم عند تقدم المجاهدين”.وأضاف: “أن العدوّ لجأ إلى تدمير شامل في غزّة، ويستعين بمقاولين لهدم البيوت، يدفع لهم ما يقارب 1500 دولار عن كلّ منزل، إلى جانب مواصلته الإبادة عبر التجويع، ومصائد الموت، والمجازر المرتبطة بالمساعدات”.كما شدد على أن: “مصائد الموت مصممة هندسيًا من قبل أميركا و”إسرائيل”، للتحكم في وصول المساعدات، ومن يقترب منها مهدّد بالقتل”. كذلك بيّن السيد الحوثي أن: “العدوّ يراقب من يعودون إلى أسرهم، ثمّ يقصفهم بعد وصولهم”، معتبرًا أن “هذا النوع من الجرائم من أبشع ما يُرتكب ضدّ الشعب الفلسطيني”.واعتبر: “أن صمت المؤسسات الدولية والحكومات والدول إزاء هذه الجرائم وصمة عار، إذ لا يتحرك أحد لاتّخاذ إجراءات بحق العدو”، موضحًا أن “الجرائم تتصاعد بسبب عدم وجود أي رادع، فالحكّام لم يبلغوا حتّى مستوى الإجراءات العادية”.وتابع السيد الحوثي القول: “من الفضائح الكبرى أن يقوم العدو، بمشاركة الأميركي، بدسّ حبوب مخدرة في أكياس الطحين”، مؤكدًا أن “كلا الطرفين من أكبر مروّجي المخدرات في العالم، ويستهدفان بها الشعوب واقتصاداتها ومجتمعاتها”.ولفت السيد الحوثي إلى أن: “واشنطن ترسل شحنات ضخمة من القنابل، لتواصل “إسرائيل” جرائمها، وأعلن الأميركي عن صفقة أسلحة تشمل 3845 مجموعة توجيه قنابل، تزن الواحدة 900 كيلوغرام، وأن الدعم لا يقتصر على الأسلحة، بل يشمل حتّى الكلاب المدربة لنهش البشر، بمشاركة بريطانية وألمانية وفرنسية”.وتحدّث السيد الحوثي عن اقتحامات يومية للمسجد الأقصى، تترافق مع دعوات لهدمه، مبرزًا أن سياسة “الترويض” التي يتبعها العدوّ تهدف إلى تطبيع الانتهاكات. كما أشار إلى إطلاق تهديدات من داخل ساحات الأقصى بهدمه، والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم.وشدد على أن هذه الاقتحامات، والخطوات المتواصلة في القدس والضفّة، تهدف في نهاية المطاف إلى تحقيق هذا الهدف العدواني، محذرًا من برودة المواقف الرسمية، التي تعكس تراجعًا خطيرًا، ومضيفًا بأن “الخطر لا يقتصر على الأقصى، بل يشمل الكعبة، ومكة، والمدينة، ضمن المخطّط الصهيوني”.وتابع: “لا مبالاة المسلمين تجاه ما هو مقدس تعني خطرًا فادحًا على الأمة، وإذا بلغوا حدّ الجمود الكامل، تفقد الأمة تأييد الله ورعايته، ويطمئن أعداؤها”.وحول الضفّة الغربية، أوضح السيد الحوثي أن التصعيد هناك مستمر منذ خمسة أشهر، وشمل تدميرًا واسعًا، خصوصًا في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، مع تهجير قسري لأكثر من 40 ألف فلسطيني.وأضاف أن العدوّ يمنعهم من العودة إلى مخيماتهم، ويقيم بؤرًا استيطانية لتحقيق السيطرة التامة، ويقطع أوصال المدن بالحواجز والجدران.وتطرق السيد الحوثي للأوضاع الراهنة في لبنان وسورية بالقول: “إن الاعتداءات “الإسرائيلية” على لبنان مستمرة، والتوغلات تمثل انتهاكات خطيرة”، مشيرًا إلى أن “ما يجري في سورية يتم بدافع أطماع العدو، دون وجود جبهة معادية هناك”.ورحّب السيد الحوثي بموافقة الحكومة الإيرلندية على مشروع قانون يحظر استيراد بضائع المستوطنات في الضفّة والقدس، معتبرًا الخطوة إيجابية، ولو جزئيًا.ورأى السيد الحوثي أن “هدف الأميركي و”الإسرائيلي” هو تثبيت معادلة الاستباحة والسيطرة لصالح العدو “الإسرائيلي” وفرض الاستسلام على بقية أبناء الأمة”، وأكد أن شعوبنا لن تنعم “بالسلام إطلاقًا من خلال الخنوع والقبول بالاستباحة والتفريط في مبادئها وقيمها الإسلامية”، وشدد على أن “المطلوب من الأنظمة العربية والإسلامية هو خطوات عملية واسعة، تقود إلى المقاطعة الشاملة سياسيًا واقتصاديًا، بالتوازي مع تحرّك فاعل لمحاصرة وعزل العدوّ الصهيوني”.وفيما يتعلق بإيران، أشار السيد الحوثي إلى أن “هناك جهوزية تامة في إيران للرد القوي بأقوى مما مضى على العدو “الإسرائيلي” إذا عاد مجددًا إلى الاعتداء من جديد”، وقال “فاعلية الرد الإيراني كانت نتيجة إعداد القوة، والعدو “الإسرائيلي” أجبر رغم الدعم الأميركي والغربي على التوقف عن الاستمرار في العدوان”، وأضاف “النموذج الإيراني الذي شهدناه على مدى 12 يومًا هو نموذج يبيّن ثمرة التوجه الصحيح وفق هداية الله في إعداد القوة وتفعيلها”.وفي ختام كلمته، قال السيد الحوثي “نحن مستمرون في موقفنا، ثابتون عليه، نتصدى للعدو “الإسرائيلي” في أي عدوان ومواجهة”، داعيًا الشعب اليمني “للخروج المليوني غدًا جهادًا في سبيل الله ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وتأكيدًا على الاستمرار والثبات على الموقف”.