الموقع الرسمي ل/كتائب سيد الشهداء/
قال قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميس 11 أيلول/سبتمبر 2025، إنّ “من المفارقات العجيبة جدًا أنْ تتبنّى الحكومة اللبنانية الإملاءات “الإسرائيلية” والمطالب الأميركية في السعي إلى تجريد لبنان من قوته”، مؤكّدًا في الوقت نفسه أنّ العدوان “الإسرائيلي” على قطر “يكشف لكل الدول العربية في الخليج وغير الخليج أنّه يسعى إلى توسيع معادلة الاستباحة، وأنّه لا يحترم أيّ سيادة أو اعتبارات أبدًا”.
وأوضح السيد الحوثي، في كلمة له حول مستجدّات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أنّه “في مقابل محاولة نزع سلاح المقاومة في لبنان فإنّ الأعداء الصهاينة يعملون على تسليح أوسع مستوى في كيانهم”.
وأضاف: “الضغوط السياسية على لبنان للتخلّي عن سلاح المقاومة تهدف إلى تمكين العدو “الإسرائيلي” من استكمال مخطّطه للسيطرة على لبنان دون أيّ عائق. الأطروحة القائمة تهدف إلى تجريد الأمة من كل إمكانات الدفاع عن نفسها، فيما يبقى المجال مفتوحًا للعدو لاقتناء أفتك أنواع السلاح”.
وأشار إلى أنّ “العدوان “الإسرائيلي” الهمجي الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة يستمر في جريمة القرن على مدى 703 أيام”، مذكّرًا بأنّ “العدو “الإسرائيلي” يمارس جريمة التجويع بحق مليونَي إنسان، في جريمة بشعة للغاية لا مثيل لها في كل أنحاء المعمورة، ويستمر في مصائد الموت وتدمير المباني السكنية”.
ولفت الانتباه إلى أنّ “العدو “الإسرائيلي” يستهدف الأبراج السكنية والبنية التحتية للاتصالات للمزيد من العزل وإخفاء الحقائق والتكتم على حجم الإجرام في قطاع غزة”، مبيّنًا أنّ “استهداف العدو “الإسرائيلي” لعدد كبير من المساجد” مردُّه إلى “عدائه الواضح والصريح للإسلام والمسلمين”.
وشدّد السيد الحوثي على أنّ “العدو “الإسرائيلي” يحشر في مناطق ضيقة مئات الآلاف من الفلسطينيين دون خدمات ثم يعلنها مناطق آمنة، ثم يستهدفهم فيها أيضًا”.
وفي حين اعتبر أنّه “خطير جدًا أنْ تصبح الاستباحة لمقدّس من مقدّسات المسلمين مسألة اعتيادية”، بيّن أنّ “هذا جزء من التكتيك اليهودي الصهيوني”، موضحًا أنّ “العدو “الإسرائيلي” يسعى إلى أنْ يصل بالأمة إلى أنْ تكون أمة مدجّنة لا يستفزّها شيء، لا في دينها ولا في دنياها”.
وذكَر أنّ “العدو يستمرّ أيضًا في تغيير الطابع الإسلامي في مدينة القدس فيستهدف حتى الأسماء والعناوين، ويحاول أنْ يكمل عملية السيطرة التامة على كل فلسطين لينتقل إلى ما وراء فلسطين”.
كما نبّه إلى أن “العدو لديه أعمال قائمة أصلًا في ما وراء فلسطين على مستوى البلدان المجاورة في لبنان وسورية، ومؤامرات تستهدف الأردن ومصر والعراق”.
وفيما أكّد السيد الحوثي أنّ “من لهم مقاليد الأمور في أميركا يعتبرون أنفسهم معنيين بتنفيذ المشروع الصهيوني كمسؤولية دينية مقدسة”، حذّر من أنّ “مشروع الصهيونية تدميري يستهدف أمتنا الإسلامية، ويستهدف المنطقة بكلها بعنوان “تغيير الشرق الأوسط” وبعنوان “”إسرائيل” الكبرى””.
ودعا قائد أنصار الله الأمة الإسلامية وكل نخبها وجماهيرها إلى “التأمّل في خلفيات الموقف الأميركي”، فـ”هو ليس مجرَّد موقف تكتيكي إنّما هو منطلق من خلفية عقائدية”، وفق السيد الحوثي.
ورأى أنّ “حرمان السلطة الفلسطينية من مجرّد حضور اجتماع في الأمم المتحدة يبيّن فعلًا أنّ مسار هذه السلطة خطأ، وليس له أيّ جدوى”.
وتطرّق إلى “ممر داوود” الذي يستمر العدو “الإسرائيلي” في إنشائه، فقال: “يسعى فيه إلى الالتقاء مع الأميركي والوصول إلى الفرات”. مضيفًا: “العدو لديه أنشطة رئيسة في سورية، منها السيطرة على الجنوب السوري والتحكّم في الوضع السوري بشكل عام”.
وأوضح السيد الحوثي أنّ “العدو “الإسرائيلي” يستغل السياسة العوجاء الغبية للجماعات المسيطرة على سورية في تعاملها مع الأقليات”، محذّرا من أنّ “ما يحصل في سورية خطر أيضًا على العراق والأردن والبلدان المجاورة، فيما كل التعاطي في داخل سورية ومن خلفها يمهد لتحقيق أهداف العدو، وهذا مؤسف ومحزن”.
من جهة أخرى، أكّد قائد أنصار الله أنّ “العدو “الإسرائيلي” باعتدائه على قطر يرتكب عدوانَين: استهداف لوفد حماس المفاوض وعدوان على السيادة القطرية”.
وأشار إلى أنّ العدو “الإسرائيلي” بهذا التجاوز في قطر يكشف لكل الدول العربية في الخليج وغير الخليج أنّه يسعى إلى توسيع معادلة الاستباحة وأنّه لا يحترم أيّ سيادة أو اعتبارات أبدًا”.
وتابع قائلًا: “العدوان على قطر انتهاك لحرمة دول الخليج كلّها، لكنْ لم يَرْقَ الموقف من بعض دول الخليج إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية في الحد الأدنى مع العدو. إستراتيجية البيانات دون أيّ موقف عملي هي إستراتيجية غبية وهي إستراتيجية الغباء المفرط والضلال المبين”.
كما جدّد السيد الحوثي تأكيده أنّ الشعب اليمني “يتحرّك لنصرة الشعب الفلسطيني في موقف صادق ومعركة جادة يقدّم فيها التضحيات من يومه الأول إلى الآن”.
وإذ شدّد على أنّ “خيار ما يُسمَى “السلام” والرهان على أميركا هما عبارة عن استسلام وتدجين”، اعتبر أنّ “الرهان على أميركا شيء رهيب وغريب جدًا، وما تُسمّيه “رعاية “السلام”” كارثة وغباء”.
من جهة ثانية، أعاد السيد الحوثي تأكيده أنّ “استهداف العدو “الإسرائيلي” لرئيس الوزراء ورفاقه من الشهداء العاملين في الوزارات المدنية لا يمثّل أيّ إنجاز عسكري ولا أمني له”، قائلًا: “جرائم العدو “الإسرائيلي” تزيد شعبنا عزمًا على عزمه وبصيرة إلى بصيرته وثباتًا إلى ثباته”.
وأضاف: “الأمم المتحدة لم تفعل أيّ شيء لإنقاذ الشعب الفلسطيني، ولم يصل بها الحال إلى فصل العدو من عضويته فيها. لا يمكن الرهان على “منظمة التعاون الإسلامي” أو “الجامعة العربية” وغيرها من المنظمات والمؤسّسات”.
وكشف عن وصول “دعوة من كتائب القسام تدعو أبناء أمتنا للتضرّع إلى الله تعالى أنْ يكشف الكرب عن إخوانهم في غزة بركعتين خاشعتين في جوف الليل، ثم بالفرج لأهل غزة مساء اليوم في ليلة الجمعة”.
كذلك، دعا السيد الحوثي اليمنيين إلى “الخروج المليوني غدًا استجابة لله وجهادًا في سبيله ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم وتضامنًا مع كل أبناء أمتنا الإسلامية”.
وختم قائد أنصار الله كلمته بالقول: “خروج شعبنا غدًا للتضامن مع كل المستهدفين من أبناء أمتنا؛ مع قطر، مع الوفد المفاوض، مع حركة حماس، مع أبناء أمتنا الذين يستهدفهم العدو “الإسرائيلي””.