وصف رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني، حادث طبس بأنه جسد حالة الاحباط الاميركية، وقال: ان اميركا تعاني من التراجع نوعا ما في العالم، ولم يعد لديها المكانة السابقة.
وافاد مراسل وكالة انباء فارس الموفد الى طبس، بأن لاريجاني قال خلال كلمة في ملتقى “ابابيل” بمدينة طبس، يوم الجمعة: لقد دونت العديد من الكتب حول حادث طبس، حيث كان هذا الحادث ذكرى سيئة لدى المسؤولين الامنيين والسياسيين في اميركا، فلقد كانوا بصدد تنفيذ عمليات للافراج عن الرهائن حسب تصورهم، الا انهم لم يكونوا يتصورون ان تتدمر طائرات في المرحلة الاولى وبهذه السرعة.
واعتبر ان حادث طبس شكل صدمة كبرة للاستكبار العالمي، وبعد ذلك لم يتمكن من من لملمة اموره الى حين انهيار الاتحاد السوفيتي.
وبيّن ان عداء اميركا لإيران لم ينته بعد، واوضح: ان الاميركيين حرضوا صدام للحرب ضد ايران، وقدموا له المعلومات العسكرية باستمرار طيلة الحرب، وبعد ان رأوا انهم فشلوا في المواجهة مع ايران، كثفوا من مساعداتهم التسليحية وعبئوا كل طاقاتهم ضد ايران، ولم ينجحوا ما دفعهم الى القيام بممارسات خطيرة بما فيها تفجير طائرة نقل الركاب الايرانية.
ولفت الى ان الغربيين كانوا قد اقترحوا بتزويد صدام بالقنبلة النووية لاستخدامها ضد ايران وانهاء الحرب، حسبما ما كشف احد القادة العسكريين العراقيين، في حين انهم يقومون بعرقلة البرنامج النووي الايراني السلمي، واضاف: ان الاميركيين لا يتقبلون ان تكون ايران دولة مستقلة تقف ضد ارادتهم فيما كانت يوما أحد ذيولها.
وتابع: اننا واجهنا هؤلاء الشياطين على الساحة الدولية طيلة الـ34 عاما الماضية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، نفخ الاميركيون صدورهم وادعوا انهم سادة العالم. لكن سرعان ما تغيرت هذه الظروف، واليوم تعاني اميركا من التراجع، فاليوم لم تعد لأميركا تلك المكانة السابقة، لذلك تبذل سعيا حثيثا لفرض نفسها كقوة مهيمنة على العالم.
واضاف لاريجاني ان الاحداث الاخيرة في المنطقة أثبتت التراجع الاميركي الذي لا يمكن علاجه، مبينا ان مشكلة اميركا في المنطقة هي الكراهية العامة التي أثاروها بسبب ممارساتهم. وعليهم ان يغيروا من سلوكهم فلا ينبغي ان يحاربوا الشعوب.
وتابع: “ان تلك الصفعة التي تلقاها الاميركيون في طبس لن تمحى من ذاكرتهم، وبعد تلك الاحداث اخذوا يمارسون الاجراءات الصبيانية المشاكسة، وكمثال على ذلك يمنعون دخول مندوب الجمهورية الاسلامية الى منظمة الامم المتحدة ولا يصدرون له التأشيرة.
وأكد ان النهج الذي سرنا عليه طيلة الـ34 عاما الماضية، والذي مازال يحظى بدعم الشعب، حمل للبلاد مكاسب كبرى، واليوم فإن ايران دولة مؤثرة في المنطقة، الا ان الاميركيين يمتنعون عن الاعتراف بهذا الموضوع.
ولفت رئيس مجلس الشورى الى ان البيان الصادر عن البرلمان الاوروبي، الذي احتوى نقاط سخيفة، تضمن ايضا اعترافا ببعض المواضيع، وعلى سبيل المثال قالوا انه يجب الاستفادة من طاقات ايران بهدف تسوية الازمات الاقليمية كالازمة السورية، ان المسيرة التي طواها الشعب الايراني قدمت له مكاسب كبيرة، فقد تغيرت مكانة ايران اليوم الا ان احد القضايا التي يجب حلها في ايران، القضايا الاقتصادية، داعيا الى رفع النواقص في هذا المجال، وضرورة التخطيط الصحيح من تعزيز الانتاج.