• img

66عاماً علي نكبة فلسطين .. والفلسطينيون يزدادون عشقاً لأرضهم وإصراراً على العودة لديارهم

مايو 14, 2014
66عاماً علي نكبة فلسطين .. والفلسطينيون يزدادون عشقاً لأرضهم وإصراراً على العودة لديارهم

«الكبار يموتون و الصغار ينسون» ، مقولة أطلقها أول رئيس حكومة لكيان الاحتلال الصهيوني الارهابي “دافيد بن غوريون” ، و عوّل عليها هو و آخرون ممن خططوا لانتزاع فلسطين من أصحابها و سلخ أبنائها عنها و تزوير تاريخها و تغيير هويتها و تدمير معالمها و إقامة كيان الارهاب الصهيوني الغاصب للقدس الشريف علي أنقاضها .

زوروا الحقائق .. و زعموا أن موطن الأنبیاء ومهبط التوراة ومهد عیسی وقبلة المسلمین الأولی و مسری النبی محمد (ص) ، و أرض الرسالات بکل تاریخها وحضارتها «أرض بلا شعب» ، و أن الیهود شعب بلا أرض ، لیسوّقوا مقولة زعمهم «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» . تواطؤوا فی بال بسویسرا حیث وضع لهم “ثیودور هرتزل” أسس عدوانهم منذ العام 1897 ، و حصلوا من “آرثر بلفور” علی وعد مشؤوم ، ممن لا یملک لمن لا یستحق عام 1917 .

خفافیش اللیل تسللوا إلی قلب العروبة و نبض الإسلام و سرقوا موطئ قدم . زاحموا أهل الأرض وأصحابها علی موطنهم . انطلقوا فی إجرامهم لاقتلاع شعب فلسطین بالمجازر والمذابح والترهیب والتهجیر .

تفننوا بسفک الدم . قتلوا شیوخًا نساءً أطفالا ً.. بقروا نساء الحوامل .. ذبحوا الأطفال نحروا الکبار فکان مجدهم مذابح فی : قریتی بلد الشیخ 31 دیسمبر 1947ـ قریة سعسع 14 ـ 15 فبرایر 1947، رحوفوت 27 فبرایر 1948، کفر حسینیة 13 مارس 1948، بنیامیناه 27 مارس 1948، دیر یاسـین 9 أبریل 1948، ناصر الدین 14 أبریل 1948، تل لتفنسکی 16 أبریل 1948، حیفا 22 أبریل 1948، بیت داراس 21 مایو 1948، اللد أوائل یولیه 1948، الدوایمة 29 أکتوبر 1948، یازور دیسمبر 1948.

ارتکبوا الفواحش، هتکوا الأعراض، نشروا الرعب کجثث الشهداء فی الشوارع، شعب فلسطین وحیدًا بین أخ متآمر وأخ تخلی عنه، لا خیار له إلا هذا المصیر أو الهجرة والرحیل.

فلسطین 1948 باتت یتیمة ، صار سهل علی الوحش القادم من خلف البحار أن یستفرد بها یعیث فیها قتلاً فسادًا ودمارًا أعلن ولادة کیانه المسخ علی أرضها 15 أیار/مایو 1948 وسماه «إسرائیل» .

ومع ولادة هذا المسخ بدأت سلطات الاحتلال الصهیونی مرحلة جدیدة فی فلسطین تقوم علی تدمیر المجتمع وبنیته وتقطیع أوصال الشعب والتفریق بین عائلاته استهدفت التاریخ والاجتماع والثقافة والحضارة وحتی اللغة دمرت مدنًا وقری أزالت مساجد وکنائس وشوارع و میادین ، و حتی المقابر ، لتمحو من ذاکرة الفلسطینیین . لا شیء فی فلسطین اسمه فلسطین حتی الفلسطینیین صار اسمهم «عرب 48» !! .

رحل مئات الآلاف من الفلسطینیین بل الملایین و تشتتوا فی أصقاع الأرض . حل قسم کبیر منهم ضیوفًا علی لبنان وسوریا والأردن وتوزع آخرون علی بقیة الدول غربًا شرقًا شمالاً و جنوبًا ، أقاموا فی مخیمات مؤقتة علی أمل العودة قریبًا ربما تطول مدة الإقامة المؤقتة أسابیع أو أشهرًا معدودات … سنوات تتبع سنوات ، عشرة… عشرون… ثلاثون… ستون .. ستة وستون سنة.. مات الکبار وکبر الصغار ، لکن أمل العودة لا یخبو ، لا یزال یشع فی أکواخ اللاجئین الفلسطینیین ومنازلهم المؤقتة فی مخیمات : مار الیاس (بیروت) صبرا وشاتیلا وبرج البراجنة (الضاحیة الجنوبیة لبیروت) عین الحلوة، المیة ومیة، الرشیدیة، البرج الشمالی، والبص (الجنوب) الجلیل (بعلبک)، نهر البارد والبداوی (شمال).

بعض المشردین لا یزال یحتفظ بمفاتیح بیته و مستندات ملکیتها ووثائق وحجج بلدیة مخطوطة بخط الید اشتری بها أرضه، وآخرون یحتفظون بقصاصات ورقیة وبقایا وصیة تؤکد حقه فی إرث والده أو جده فی أرض أو بیت أو حتی شجرة .

 

نعم نجح الصهاینة بتدمیر المجتمع الفلسطینی . هجروا شعبه وشتتوه فی أصقاع الأرض . غیروا معالم الوطن سرقوا کل شیء ، أتوا بهجین شعوبی من مختلف دول العالم لیستوطنوا مدن فلسطین علی أنقاض تاریخها وشعبها .. لکنهم لم و لن یتمکنوا من کسر إرادة هذا الشعب ، وصموده وبقیت الأرض هی الأرض ، والصهیونی لا یزال مستعمر أو مستوطن ، و الفلسطینی مشرد ینتظر العودة . وحین تدخل إلی مخیم فلسطینی تسأل بعض الشبان عن اسمائهم و هویاتهم ، لا یتردد لحظة ابدًا لیقول : فلسطینی من حیفا .. من یافا.. من اللد.. رغم أن هؤلاء ولدوا فی المخیمات ولم یروا أرضهم ووطنهم ولو من بعید …

شارك المقال