أجرت شبكة BBS الأمريكية حوارا مثيرا مع رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني ، كشف فيها عن العديد من الحقائق المثيرة في المنطقة العربية ، و داخل قطر نفسها ، وتنبع أهمية هذا الحوار انطلاقا من أن حمد بن جاسم ظل مهندس السياسة الخارجية لقطر على امتداد عدة سنوات ليست بالقصيرة .
و أشار بن جاسم إلى أن تنحی الأمیر السابق عن السلطة کان مخططا له منذ فترة طویلة ، إذ کان الشیخ حمد بن خلیفة یعد نجله ولی العهد الشیخ لتولی مسؤولیة الحکم ، حالما تتوفرله الخبرة والمقدرة، ولم یکن هذا التغییر مرتبطا بالإعداد لانقلاب من جانب الابن ، فضلا عن ذلک کان الأمیر الأب یتمتع بصحة جیدة، ولم یکن هناک ما یدفعه للتخلی عن السلطة لحساب ابنه، وخلال الفترة التی سبقت تناول الأمیر الأب ، تم التأکد من قیام الأمیر الابن بدوره بصورة طیبة، مع ملاحظة أن الأب أسند إلى ابنه کثیرا من الملفات المهمة ، وفوض إلیه عددا من صلاحیات الحکم أیضا، ومن ثم کان التغییر الذی شهدته قطر أمرا مخططا له منذ فترة لیست بالقصیرة.
واعترف المسؤول القطری بوجود خلافات بینه وبین الآخرین فی قمة السلطة فی قطر وفی داخل الأسرة الحاکمة ذاتها ، و قال “إن المشارکین فی الحکم یعبرون عن آرائهم بکل صراحة ، وذلک قبل أن یتم اتخاذ أیة قرارات مهمة، بالرغم من أنه من غیر المعتاد أن توجد اختلافات معلنة فی الرای بین کبار المسؤولین فی منطقة الخلیج (العربي) ، إذ أن هناک رأیا واحدا یصدر عن قمة السلطة، بالرغم من أن هذا الأمر یعتبر غیر صحی بالمرة” . وکشف بن جاسم عن المفارقات التی یعانی منها من یتمتع بالسلطة والثروة، إذ تصبح السلطة مصدرا للسعادة فی بدایة تولی المناصب، ولکنها تتحول إلى عبء قاس بعد فترة قصیرة، ویصبح الحفاظ على المنصب أمرا بالغ الصعوبة، والحفاظ على القمة لا یمکن أن یتوفر للعقلاء!!.
وعندما سئل وزیر الخارجیة السابق عما یفعله حالیا قال إنه “یمارس التجارة والاستثمار، فقد کان یزاول النشاط الاقتصادی قبل أن یتقلد المناصب الحکومیة، وقد کان والده تاجرا ومن أرباب الملکیات العقاریة الواسعة قبل طفرة النفط فی قطر، وأضاف أنه توقف عن ممارسة أی نشاط تجاری داخل قطر أو خارجها، وبمقدوره ان یمارس الاستثمار بصورة أفضل حالیا، فلدیه الوقت الکافی للتفکیر قبل اتخاذ القرار”.
وردا على سؤال حول حجم ثروته زعم المسؤول القطری إن “ثروته تقترب من حجم الثروة التی یتمتع بها أی مواطن فی قطر” ، و مع ذلک لم ینکر أنه من الأثریاء .
وتطرق رئیس وزراء قطر السابق، إلى الخلافات مع المملکة السعودیة، واعترف بوجود تفاوت فی وجهات النظر مع الریاض، ولکن یتعین التعامل مع الدول الکبرى المحیطة بقطر مثل السعودیة وإیران، وهذا هو المبدأ الأساسی فی السیاسة الخارجیة لقطر، ولم ینکر المسئول القطری وجود خلافات حالیة، ولکنه طالب بحل هذه المشاکل من خلال الحوار.
من جهة أخرى شدد الشیخ بن جاسم على أن قطر لا تتمتع بالدیمقراطیة ، لکن هناک العدید من التغیرات، ویمکن أن تشهد العلاقة بین الشعب والأسرة الحاکمة فی قطر المزید من التطورات، ولن تکون قطر بمعزل عن التغیرات التی تشهدها المنطقة، بعد أن تغیر الشرق الأوسط بالکامل فی أعقاب إشعال المواطن التونسی محمد بوعزیزی النار فی نفسه.