تناقلت بعض وسائل الإعلام المغرضة أنباء عن تعرض أهالي مدينة الفلوجة الى ” سياسة تجويع ” في حين شنّت هجمة واسعة ضد الحكومة العراقية والقوات الأمنية لعدم تدخلها لتحرير المدينة من ” الدواعش” ، في الوقت الذي وجد السفير السعودي لدى العراق ثامر السبهان فرصة جديدة لتدخله بالشأن العراقي المحلي متخذاً من الفلوجة وأهلها ذريعة ، ورفض نواب عراقيون هذا التدخل وطالبوا بإبعاد السبهان عن العراق ، واصفين تدخلة بالـ” الوقح ” ، مؤكدين ان الحكومة والقوات الأمنية فتحت ثلاث منافذ لأهالي الفلوجة لمساعدتهم .
من جانبها أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن وجود ثلاثة منافذ لخروج الأهالي من مدينة الفلوجة التي تقبع بقبضة تنظيم “داعش”.
وذكر بيان للقيادة حصل / الموقع الرسمي لكتائب سيد الشهداء / نسخة منه ، إن ” بعض وسائل الإعلام تناولت تصريحات سياسية تصف أن الفلوجة محاصرة وان اهلها يتعرضون الى معاناة انسانية ” ، مؤكدة ” انها فتحت ثلاثة منافذ يمكن للمواطنين الخروج منها ، وستكون قواتنا المسلحة من قيادة عمليات الأنبار بإستقبالهم لنقلهم الى أماكن آمنة وتقديم الدعم الإنساني لهم “.
وأوضح البيان ان ” المحور الأول من جسر البوعلوان بإتجاه السدة الموازية لنهر الفرات ومن ثم الى منطقة الصبيحات ثم الى جسر الصقلاوية ، والمحور الثاني من جسر الفلوجة الجديد بإتجاه طريق الفلاحات ومن ثم الى الصبيحات بإتجاه جسر الصقلاوية ، والمحور الثالث من جسر الفلوجة الجديد او القديم بإتجاه تقاطع السلام ومن ثم بإتجاه قطاعات الجيش العراقي “.
الى ذلك وصفت النائب عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة ، تصريحات السفير السعودي حول الفلوجة بأنها تدخل ” وقح ” في الشأن الداخلي العراقي ، مبدية أسفها لإنشغال الحكومة بـ ” زوبعة الإصلاحات وترك من هبّ ودبّ يتدخل في شؤوننا “.
وقالت في بيان أورده مكتبها الإعلامي ، إن ” السفير السعودي كعادته في صلفه ووقاحته وتدخلاته في الشأن الداخلي العراقي صرح بأن ما يحدث في الفلوجة هو نتيجة لما وصفه بأنه تشرذم وتهميش للآخر، في حين ان حكومة آل سعود هي آخر من تتكلم عن تهميش الآخر بعد تهميشها شريحة من شعبها على أسس طائفية وإعدام رجال الدين ظلماً “.
وتساءلت نعمة انه ” إذا كان السفير ثامر السبهان يتظاهر بأنه متعاطف مع أهالي الفلوجة فلماذا لا يتعاطف أيضاً مع ضحايا تفجيرات الحلة ولا مع ضحايا بقية التفجيرات التي تحصد أرواح المئات من المدنيين الأبرياء بسبب فتاوى القتل والإجرام القادمة من السعودية ؟ أم أن هناك دوافع اخرى تقف وراء تصريحاته؟ “.
وأضافت انه ” من المؤسف أننا إنشغلنا بزوبعة الإصلاحات والخلافات السياسية وكل فريق يستعرض عضلاته أمام الآخر وتركنا شرذمة آل سعود يتدخلون في شأننا الداخلي بكل صلف ووقاحة ” ، داعية الحكومة والجماهير الى ” التعبير عن رفضها لهذه التدخلات السافرة “.
وانتقدت النائب عن التحالف الوطني فردوس العوادي ، تصرفات السفير السعودي في العراق ثامر السبهان في التعامل مع القضايا الداخلية ، فيما اتهمته بإثارة النعرات الطائفية بين أبناء البلد الواحد ، عبّرت عن إستغرابها من صمت الحكومة العراقية ، عن ” التدخلات والاساءات ” التي يَقدم عليها الأخير.
وقالت العوادي في بيان لها حصل / الموقع الرسمي لكتائب سيد الشهداء/ على نسخة منه ، ان ” السبهان تجاوز الخطوط الحمر هذه المرة بمحاولته إستخدام قضية مدينة الفلوجة لتأجيج النعرات الطائفية داخل العراق” ، مشيرة الى ان ” السبهان لا يتصرف على انه شخص دبلوماسي ممثلاً لدولة في العراق ، إنما يتصرف كرجل مخابرات وممثلاً لطائفة معينة “.
وأضافت ، ان “حزن السبهان على الفلوجة ما هو الا دموع التماسيح المتباكية على ضحاياها ، لان كل الذي يجري في الفلوجة وجرى في مدن عراقية اخرى كان بسبب نظام آل سعود الذي يمثله السبهان في بغداد ، وهذا الأمر أصبح أكثر من مجرد إتهام نتيجة الأدلة المادية التي يملكها العراق ، والتي كلها اثبتت دعم السعودية لتنظيم داعش وتشجيعه إياه على قتل العراقيين في المدن التي يحتلها “.
وعدّت العوادي ، ” السبهان انه يتقصد بإثارة النعرات الطائفية في العراق ، بدليل أن تصريحه لم يكن كجواب لسؤول صحفي ، إنما كان منطلق منه بتغريدة له على صفحته الشخصية في أحد مواقع التواصل الإجتماعي”.
وجددت العوادي ” مطالبة الحكومة العراقية بطرد السبهان من العراق ومنع دخوله اليه مرة ثانية ووضعه على لائحة الاشخاص غير المرغوب فيهم ” ، مشيرة الى ان “تصريحات السبهان المستمرة وتدخله في الشأن العراقي اتت نتيجة لعدم شعوره باي رادع من قبل الحكومة العراقية ووزارة الخارجية بالذات “.
النائب عن كلتة بدر النيابية محمد كون ، قال إن ” هذه الهجمة شيء متوقع وأنها تتكرر مع كل إنتصار عراقي في أي بقعة من البلاد ” ، مبيناً ان ” ما يتحدث عنه اصحاب الهجمة واضح جداً والمفهوم المعروف انه هناك محاولات لصرف النظر عن الانتصارات التي تحققها القوات الامنية والحشد الشعبي ، فضلاً عن محاولة عرقلتها “.
وبيّن كون في حديث صحفي حصل / الموقع الرسمي لكتائب سيد الشهداء/ ، ان ” قضية الفلوجة ومسألة التجويع كلام فارغ ليس فيه شيئاً من الحقيقة وان هذا الحصار عسكري ضد القوات الخارجة عن القانون الموجودة في هذه المدينة وليس ضد المدنيين”.
وأشار الى أن ” القوات الامنية فتحت منافذ لأهالي الفلوجة للخروج من المدينة ” ، مبيناً ان ” القوات مازالت تستقبل النازحين من الفلوجة وتنقلهم الى أمكان آمنة ” .
وبشأن إتجاه القوات الأمنية لتحرير نينوى وتركهم الفلوجة بين كون ان ” القرار عسكري ويعود الى القيادات العسكرية والتي تقدر الخطة الامنية ” ، موضحاً انه ” لا يجوز لمجلس الانبار ان يضع الخطة للقيادات الأمنية لان هذا الامر يعود لهم لكسر داعش باقرب وقت “.
وعن تصريحات السفير السعودي لدى العراق ، قال ان ” السبهان تَدخَل بالشأن المحلي وتَجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية ” ، موضحاً ان ” الشعب العراقي لم يتدخل بمسألة إعدام الشهيد النمر في حين يتدخل هو بكل شاردة وواردة ، فضلاً عن لقاءاته التي تجري تحت الانظار مع بعض القيادات السياسية داخل البلاد “.
وتابع ” من المفروض ان تتخذ وزارة الخارجية العراقية قراراً شجاعاً وعلى أقل تقدير إبعاد السفير عن الاراضي وإنهاء تكليفه الرسمي بتولي السفارة “.
وكان السبهان قد كتب يوم امس على مواقع التواصل الاجتماعي بأن ” ما يحدث في الفلوجة وغيرها حدث طبيعي لمن يسعى لمصالحة الشخصية وايضاً نتيجة للتشرذم والتناحر ومحاولة تهميش الآخر”.
ويحتل تنظيم ” داعش” قضاء الفلوجة الذي يبعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة بغداد ، وهي كبرى مدن محافظة الانبار بعد مركزها الرمادي منذ مطلع عام 2014 ، وقد حولها إلى ولاية تابعة له ، فيما تجري القوات العراقية والحشد الشعبي استعدادات لإنتزاع السيطرة عليها من قبضة التنظيم .