ضربت سلسلة تفجيرات نفذها إرهابيو ” داعش ” مدن عديدة في العراق ، اليوم الاثنين ، وسط انشغال الحكومة بالإصلاحات والكابينة الوزارية ، فضلا ًعن عدم توصل الكتل السياسية الى اتفاق على المرشحين الجدد للخروج من الازمة الراهنة ، بالرغم من التحذيرات المستمرة لسياسيين وقادة ميدانيين من محاولة استغلال الإرهابيين لهذا الانشغال وعدم التوافق.
في حين استثمرت الجهات الإرهابية انشغال الحكومة لتنفيذ المزيد من العمليات الإجرامية واستهداف المحافظات التي تُعدّ أكثر أماناً في البلاد مثل البصرة وذي قار لزعزعة الأمن وخلق حالة من الفوضى ، فضلاً عن محاولة فتح أكثر من جبهة لتخفيف الضغط على عناصر ” داعش” المحاصرين من قبل القوات الامنية والحشد الشعبي في مناطق العمليات العسكرية .
وشهدت محافظة البصرة اليوم انفجارين الاول على طريق بغداد – بصرة والثاني وسط المحافظة ، كما شهدت محافظة ذي قار تفجيراً نفذه انتحاري ، اما في العاصمة بغداد فقد فجّر انتحاري نفسه على سيطرة للقوات الامنية قرب جسر المثنى ، فضلا عن انفجار مفخخة يقودها انتحاري على تجمع للحشد الشعبي في منطقة المشاهدة .
وكان محافظ البصرة ماجد النصراوي قد اعلن في وقت سابق اليوم ان ” الحصيلة الاولية للانفجار بقاطع الخورة في محافظة البصرة هي 8 مواطنين بين شهيد وجريح “.
وقال النصراوي الذي وصل مكان التفجير الانتحاري ان ” سيارة نوع (كيا – بينغو) يقودها انتحاري انفجرت قرب تقاطع متنزه الخورة وسط المدينة واوقعت 4 شهداء واربعة جرحى”.
فيما اعلن مصدر امني ، إن ” الحصيلة النهائية لتفجير مطعم شعبي بحزام ناسف على الطريق الدولي الرابط بين محافظتي بغداد والبصرة بلغت أربعة شهداء و20 مصابا”.
ويأتي هذا الانفجار بعد ساعات قليلة من تفجير انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه داخل مطعم جنوب مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار(والتي تعد من المحافظات الآمنة) مستهدفاً تجمعاً من المتطوعين للحشد الشعبي ، مما اسفر عن استشهاد خمسة منهم واصابة 24 اخرين”.
كما اكد مصدر امني اخر ، اليوم ، استشهاد واصابة 14 شخصاً بتفجير انتحاري استهدف سيطرة مشتركة للجيش والشرطة قرب مستشفى العلاج الطبيعي في منطقة صدر القناة قرب جسر المثنى شمالي بغداد.
في حين ” استشهد 5 اشخاص واصيب 9 اخرون بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت تجمعا للحشد الشعبي في منطقة المشاهدة شمالي بغداد ” ، بحسب مصدر امني .
وعلى الرغم من التحذيرات المستمرة من قبل ذوي الحكمة والخبرة بالشأن الامني لحكومة العبادي وتنبيهها بعدم الانجراف والانشغال بالإصلاحات والكابينة الوزارية ونسيان الملف الامني الذي هو اساس العملية الاصلاحية ، لم تتخذ الحكومة الاجراءات السليمة للمحافظة على الامن ، بل ان المحافظات التي كانت تعد آمنة تم اختراقها ونفذ فيها عمليات ارهابية.
الأمين العام لكتائب سيد الشهداء الحاج ابو الاء الولائي قال في تصريح يوم أمس “الجهود والتضحيات التي قدمناها للحفاظ على الارض والمقدسات من دنس الدواعش يجب ان لايستهان بها، ويجب الاسراع بحل النزاعات السياسية كي لا ينحرف المسار من خطة الدفاع وقتال عصابات داعش الى الصراعات السياسية” .
من جهته الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري اكد ، أن ” الإصلاح الحقيقي يتمثل بطرد تنظيم داعش الإرهابي” ، مشدداً على ضرورة أن ” لا تؤثر الإصلاحات على الحرب ضد داعش ، او أن تكون سبباً في تأخر توفير متطلبات المعركة “.
واضاف العامري ، إنه ” لا يمكن أن يكون هناك أمناً في ذي قار دون وجود أمن في حمرين ، ولا يمكن أن يكون هناك أمناً في بغداد دون أن يكون هناك أمن في الانبار ، كما لا يمكن أن يكون هناك أمناً للسّنة بدون أمن الشيعة والعكس صحيح ” ، مشيراً إلى أن ” ما تعانيه الدول الاوربية من هجمات إرهابية هي نتيجة لانعدام الامن في سوريا “.
وتابع العامري ، أن ” التحديات مازالت موجودة ، ولكن اذا وفرت الحكومة الامكانات الكافية نعدكم بأن هذا العام سننهي داعش من كل العراق ” ، لافتاً إلى أن ” مهمتنا الثانية هي عودة النازحين وسنعمل جاهدين لتحقيق ذلك رغم كل الاتهامات الباطلة التي تستهدف ابناء الحشد الشعبي “.
في الوقت الذي كشف فيه المتحدث بإسم عصائب اهل الحق جواد الطليباوي عن تلقيهم معلومات استخبارية تفيد بأن عناصر داعش الاجرامية ينوون مهاجمة حزام بغداد.
وقال الطليباوي ، ان ” الحكومة انشغلت بالاصلاحات الوزارية واهملت الوضع الامني في عموم انحاء العاصمة بغداد ” ، مؤكدا ان ” المعلومات الاستخبارية تفيد باستعداد عناصر داعش الاجرامية للهجوم على مناطق حزام بغداد “.
وشدد على” ضرورة الاسراع في تطهير قضاء الكرمة والفلوجة من يد داعش الاجرامي لانهما قريبتان من العاصمة”.
مسؤول الملف السياسي لكتائب سيد الشهداء السيد مهدي الموسوي اكد بعد استشهاد اربعة من مجاهدي الكتائب في التفجير الانتحاري بمدينة الناصرية اليوم: ” استهداف ثلة خيرة من المتطوعين في صفوف المقاومة الاسلامية خارج ساحات المعركة، ما هو الا دليل على فشل عصابات داعش من المواجهة وجها لوجه مع ابطالنا في سوح القتال”.
خبراء امنيون اكدوا ان ” الحكومة باتت عاجزة تماما عن مسك العصا من الوسط والحفاظ على الملف الامني بالتزامن مع قيامها بعمليات الاصلاح ” ، مبينين ان “هذا الاجراء اكبر من قدرة الحكومة “.
واوضحوا ان ” القادة الميدانيين من ذوي الخبرة حذروا الحكومة مرارا وتكرارا من مساوئ انشغالها بالعملية السياسية واهمال العمليات العسكرية والملف الامني اللذين هما اساس استقرار البلاد ” ، مشيرين الى انه ” لاتوجد دولة او عملية سياسية من دون تحقيق الامان والقضاء على الارهاب المتمثل بداعش وما شاكلها”.